حسين درويش
يحكى أن..شاباً من قرية نائية، يعتقد أن جرة الماء ملتصقة بكتفه، فهو ينام على جهة واحدة، ويجلس مائلاً، ويسير بكتف منخفضة عن الأخرى، ويخشى أن يدفعه أحد أو أن يصطدم بشيء حتى لا تنكسر الجرة. ولم تنفع محاولات إقناعه بعدم وجود جرة على كتفه، وجرب أهله سبل وحيل وطرق الحوار.. عبثاً، لا جدوى، قناعته راسخة الجرة على كتفه تمنعه العيش بشكل طبيعي.
مذ كان شاباً صغيراً، اعتاد التردد على النبع لجلب الماء، وطيلة سنوات كان يحمل الجرة على كتفه صباح مساء، حتى بات يعتقد أنها قد التصقت به ولا فكاك منها، غير أن رجلاً نبيهاً اقترح عرضه على طبيب نفسي، لم يوافق الأهل على الاقتراح، حيث الطبيب للمرضى، وابنهم ليس مريضاً، لكن (شاب الجرة) وافق إذا ساعده الطبيب على التخلص من جرته..
وعليه، أبلغ الرجل النبيه طبيباً بفحوى المشكلة قبل زيارة المريض، وعندما دخل (شاب الجرة) برفقة أهله عيادة الطبيب، سارع إلى سؤاله لماذا تحمل هذه الجرة معك؟ انتفض المريض وقال لأهله، قلت لكم إن جرة الماء على كتفي فلم تصدقوني، هذا الطبيب يراها. سأله الطبيب، هل أخلصك منها؟ أجاب المريض أرجوك، افعل. قال الطبيب تمدد هنا، وغرز في ذراعه مادة مخدرة، ثم أحضر جرة من حجرة مجاورة وكسرها تحت سرير الفحص، وعندما استيقظ الشاب نظر إلى الجرة المكسورة، وقال الآن ارتحت.. شكراً يا دكتور.
تحسسوا جراركم (أوهامكم)، هل يكسرها طبيب أو تكسرونها بأنفسكم.
– البيان