أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام تدخلات إيران في المنطقة. وقال في مؤتمر صحفي في القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري: «نعمل على بناء علاقات طبيعية مع إيران، ولكن هذا يعتمد على سلوك إيران، تحسين العلاقات مع إيران مرتبط بها، ولن نقف مكتوفي الأيدي إزاء تدخلها في شؤون دول المنطقة».

من جانبه، أكد شكري أن «الأمن القومي المصري مرتبط بصورة وثيقة بأمن السعودية ودول الخليج. وأي نوع من فرض النفوذ أو الوصاية على الأمة العربية مرفوض في إطار الدفاع عن الأمن القومي». وشدد على أن «لدينا القدرة على أن نحمي أمننا القومي».

واعرب الوزيران عن رفضهما للتدخل الإيراني في الشؤون العربية، لا سيما في العراق وسوريا واليمن. وقال شكري، إن بلاده ترفض «أي تدخل خارجي في شؤون الدول العربية»، خاصة في ظل تنامي التدخل الإيراني في العراق وسوريا واليمن.
وأكد الوزيران تطابق وجهات نظر القاهرة والرياض في ما يتعلق بالحرب على الحوثيين في اليمن، والأزمة في سوريا، ونفيا صحة الأنباء التي تحدثت مؤخراً عن وجود خلافات بين مصر والسعودية في هاتين القضيتين.

وقال شكري: «نحن شركاء منذ البداية في الائتلاف لاستعادة الشرعية في اليمن. وقد بحثنا سبل استعادة الشرعية هناك»، في حين أوضح الجبير أن «مصر من أولى الدول التي انضمت للتحالف، والتنسيق معها بهذا الخصوص مستمر».

وأشار الجبير إلى أن هناك جهوداً لاستئناف المفاوضات السياسية باليمن عبر اجتماع جنيف، برعاية الأمم المتحدة وبالتنسيق مع الحكومة اليمنية الشرعية، على أساس قرار مجلس الأمن 2216، ومخرجات الحوار الوطني اليمني.

وفي الملف السوري، أكد وزيرا خارجية البلدين ضرورة دعم المعارضة السورية الوطنية. فقد قال الجبير: «نسعى لإبعاد بشار الأسد عن الحكم بعد أن فقد شرعيته، وإيجاد الأمن والاستقرار والحفاظ على المؤسسات السياسية والعسكرية في سوريا للتعامل من التحديات المستقبلية».

بدوره، تحدث شكري عن العمل على إطلاق مشاورات سياسية وفقاً لجنيف واحد لحل الأزمة في سوريا، مشيراً إلى أن بلاده تحاول إقناع روسيا، الحليف الأهم للأسد، لقبول المعارضة التي وصفها بأنها «معبرة عن إدارة الشعب السوري».
وأوضح شكري أنه تمت أيضاً مناقشة التطورات في العراق وليبيا وقضية الإرهاب «وسوف نعمل على المشاركة في المؤتمر المقرر عقده بباريس غدا الثلاثاء لدول التحالف ضد داعش لتأكيد الموقف العربي من أهمية التصدي لهذه الظاهرة بشكل شامل ومتكامل وعمل مشترك، وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في هذا الشأن». وأعرب عن تطلعه لعمل مثمر مع نظيره السعودي خلال الفترة القادمة في ظل التحديات الراهنة، واصفاً العمل المشترك بين مصر والسعودية بأنه لا غنى عنه للحفاظ على الأمن القومي العربي.

ونفى شكري أنه يتم الإعداد لمبادرة تتم بلورتها مع روسيا بخصوص سوريا، ولكنه أشار إلى تواصل الاتصالات مع روسيا لما لها من نفوذ.

من جانبه، قال الوزير السعودي أن جهوداً تبذل لتحديد موعد للقاء جنيف لحل الأزمة اليمنية، مؤكداً أن الهدف الأساسي من هذا اللقاء سيكون تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الصادر بشأن الأزمة اليمنية.

وقال شكري، إن سوريا تعد مكوناً مهماً في الأمن القومي العربي وإن ما تعرض له الشعب السوري من تدمير «يقتضي منا أن نكثف من عملنا وتنسيقنا، وهو ما يتم بالفعل»، مشيراً إلى أن مصر ستستضيف الأسبوع القادم المعارضة الوطنية السورية «ونحن أيضاً على اتصال مع الشركاء الدوليين الذين لهم التأثير على الساحة السياسية».

وأكد الجبير أنه «يتفق تماما مع ما قاله الوزير شكري فيما يتعلق بسوريا واليمن، ولا يوجد خلافات بين مصر والسعودية فيما يتعلق باليمن أو سوريا وكلنا نسعى لإبعاد بشار الأسد عن الحكم بعد أن فقد شرعيته ونسعى لإيجاد الأمن والاستقرار، كما نسعى للحفاظ على المؤسسات في سوريا حتى يمكن التعامل مع التحديات فيما بعد نظام الأسد».

وقال الجبير «إننا ندعم أي جهود لإيجاد حل سلمي في اليمن كما ندعم أي جهود لتكثيف المساعدات الإنسانية للشعب اليمنى، وقد تم تأسيس مركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية وللإغاثة الدولية، ومن أولويات عمله مساعدة الشعب اليمني وإيصال المساعدات الإنسانية له».

وقال شكري، إن مقاومة الإرهاب من الأمور المهمة التي يتم التنسيق الوثيق بين مصر والسعودية «ونحن نشترك في التحالف الدولي لمقاومة الإرهاب المتمثل في داعش، ولدينا رؤية واضحة في إدانة كل الأعمال الإرهابية».

وقال الجبير، إن الإرهاب لا يعرف دين ولا مذهب ولا عرق ولا جنس ولا إنسانية «ومن الواجب على جميع الدول في العالم أن تواجه الإرهاب والتطرف بأقوى شكل ممكن ».

وأشار إلى أن السعودية اتخذت مواقف قوية بالنسبة للإرهاب والتطرف، ومن يدعمهم «وسنستمر في ذلك حماية للشعب السعودي وللعالم بأجمعه»، مؤكداً أن التعاون بين مصر والسعودية في المجال الأمني قوي جداً، وكذلك في مجال تبادل المعلومات لمواجهة الإرهاب «ويجب أن نسعى معا لتكثيف التعاون الدولي لمواجهة الإرهاب».

الاتحاد