واصلت وفود اأطراف النزاع الليبي، أمس الثلاثاء، في الصخيرات، في المغرب، الحوار مع مبعوث الأمم المتحدة قبل زيارة مقررة إلى ألمانيا للقاء قادة دوليين، غداة دعوة من مجموعة السبع إلى «قرارات جريئة» لاخراج البلاد من الفوضى.
وأعلن المبعوث الأممي برناردينو ليون أن الطرفين الليبيين رداً بشكل «ايجابي» على آخر مسودة اتفاق عرضتها المنظمة الدولية الاثنين للوفاق، ولكن نائب كبير في البرلمان الليبي المنتخب قال إن المجلس رفض اقتراح الأمم المتحدة تشكيل حكومة وحدة لإنهاء الصراع على السلطة الدائر في البلاد.
وقال ليون للصحفيين «لقد وزعنا كما لاحظتم مسودة اتفاق جديدة. كل ما يمكنني قوله حالياً إن رد الفعل كان ايجابياً»، في إشارة إلى المسودة الرابعة الهادفة خصوصاً إلى إبرام اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا.
وأضاف «هذا رد فعل أولي. لم نتباحث بعد بشكل معمق مع كل المشاركين، لكن يمكن الحديث عن بعض التفاؤل والكثير من الأمل».
وقال «نحن أمام احتمال التوصل إلى توافق ثلاثي: توافق ضمن المجتمع الليبي، وبين المشاركين في الحوار، وأيضاً لدى المجموعة الدولية».
وتضمنت المسودة الرابعة التي نشرتها البعثة الأممية على موقعها وتتكون من 69 مادة تنص خاصة على تشكيل حكومة وفاق لمدة عام وتعيين رئيس وزراء أمامه مهلة شهر لطرح تشكيلة حكومته على البرلمان، وحدَّدت اختصاصات رئاسة الوزراء في القيام بمهام القائد الأعلى للجيش الليبي، وتعيين وإقالة رئيس جهاز المخابرات العامة كما حوت تعديلات جديدة ومهمة، إذ تؤكد أنَّ مجلس النواب هو السلطة التشريعية الوحيدة في ليبيا، ونصَّت على الاحتكار الحصري للدولة في استخدام القوة المشروعة، ومنحت المجلس الأعلى للدولة صلاحيات شبه تشريعية، وتحدَّثت عن دور لأعضاء جلسات الحوار السياسي مع الحكومة ومجلس النواب ومجلس الدولة، على أمل إبرام تشكيل حكومة وحدة قبل رمضان «17 يونيو».
وكانت الجلسة الافتتاحية شهدت اجتماع المفاوضين من مختلف الأطراف في نفس القاعة كتعبير عن الإرادة الحسنة في التوصل إلى حل نهائي للأزمة الليبية، وشارك في الجلسة إلى جانب ليون ورشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب المغربي وامبركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي.
إلى ذلك، قال نائب كبير في البرلمان الليبي المنتخب إن المجلس رفض اقتراح الأمم المتحدة تشكيل حكومة وحدة لإنهاء الصراع على السلطة الدائر في البلاد.
وقال طارق الجروشي إن البرلمان الليبي المنتخب منع نوابه من السفر إلى ألمانيا لحضور الاجتماع، وأضاف الجروشي الذي شغل منصب نائب رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان «مجلس النواب يرفض المسودة الرابعة وأيضاً يمنع الفريق المحاور من مناقشة أي بنود من المسودة. وتم استدعاء الفريق المحاور على وجه السرعة ومنعه من الذهاب إلى برلين». وذكر أن القرار تم التصويت عليه بالأغلبية.
من جانبه، وصف عضو البرلمان الشرعي عن بنغازي، عيسى العريبي، ل«بوابة الوسط» المسودة ب«المعيبة»، واعتبرها تآمراً على الجيش، ورفض العريبي، وضع الجيش تحت سيطرة الحكومة التي وصفها ب«حكومة تقاسم السلطة». وأوضح «أن ما حدث في الصخيرات هو توزيع للمناصب على أطراف كانت سبباً في الاقتتال داخل الوطن».
وأكد «أن عودة برلمان الميليشيات وتدخله في بعض الاختصاصات أمر مرفوض، إذ كان الاتفاق على أن يكون المجلس الأعلى جسمًا استشارياً فقط، وتفاجأنا بإعطائه صلاحيات أكبر مما يجب، مع نزع الصلاحيات من مجلس النواب».
– الخليج