عبر المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عن تأييده للخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات في مواجهة الإرهاب ومن يدعمه للحفاظ على أمنها وضمان استقرارها واستمرار نهضتها، كما أعاد تأكيده لحقها الثابت في استرداد جزرها الثلاث المحتلة من إيران «طنب الكبرى» و«طنب الصغرى» و«أبو موسى»، باعتبارها جزءاً من أراضيها.
جاء ذلك في البيان الختامي الذي صدر عن اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد في طنجة في المغرب خلال الفترة من 4إلى 6 حزيران/ يونيو الجاري.
ألقى البيان الدكتور عمر قدور رئيس الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين في الحفل الختامي للاجتماعات والذي حضرته الوفود المشاركة إلى جانب المشاركين في الندوات والأمسيات الأدبية والحضور والإعلاميين. وقد عرض البيان لمجموعة من القضايا العربية الراهنة، وعبر عن موقفه إزاءها لاسيما ما يتصل بالقضية الفلسطينية والأحداث في سوريا والعراق وليبيا واليمن، كما رحب بالتحولات الإيجابية التي تشهدها مصر وتونس، وتناول كذلك التحديات التي يعيشها الكاتب العربي في مواجهة قوى الإرهاب في مختلف أشكاله، ودعا إلى ترسيخ مفاهيم الحوار والديمقراطية وإقامة العدل وإعلاء قيم المواطنة، والتداول السلمي للسلطة في أرجاء وطننا العربي.
وكان المكتب الدائم قد أنهى اجتماعاته برئاسة الكاتب محمد سلماوي الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب بمشاركة وفود تمثل اتحادات وروابط وأسر وجمعيات الأدباء والكتاب العرب في كل من مصر والسودان وتونس والجزائر والمغرب وفلسطين ولبنان والأردن والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان، وتعذر حضور الوفد العراقي والوفد السوري لعدم وصول التأشيرات في الوقت المناسب، وترأس الوفد الإماراتي حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وعضوية الهنوف محمد عضو مجلس الإدارة المسؤول الثقافي.
وفي ما يتصل بحال الحريات في الوطن العربي فقد أصدر المكتب الدائم بيان حال الحريات في الوطن العربي ألقاه حبيب الصايغ، وقد رحب البيان بالتطورات الإيجابية التي حدثت في بعض البلدان العربية خلال الفترة الماضية، من ترسيخ لثقافة التسامح والتوافق المجتمعي في ظل التعددية الدينية أو المذهبية أو العرقية في بلدان عربية أخرى، لكنه رصد أيضًا الكثير من الإخفاقات والانتهاكات لحرية المبدعين خلال الفترة نفسها، وعبر عن قلقه إزاءها. وطالب البيان بالتزام كل الدول العربية بالوثيقة الدولية لحقوق الإنسان، وضمان حرية التنقل للمواطن العربي، لاسيما المثقف أديباً ومفكراً، وعدم المساس بحريته بسبب رأيه.
وشدد المجتمعون على ضرورة احترام الأحكام القضائية طالما استندت لقوانين مرعية، مع المطالبة بتعديل التشريعات بما يتناسب مع صون الحريات العامة، مع رفض تسييس القضاء في بعض البلدان العربية ليظل تابعاً للسلطة التنفيذية وسيفاً مسلطاً على الكتاب وعموم المبدعين. وانطلاقاً من أنه لا إبداع بلا حرية ولا تقدم بلا إبداع، فإن المكتب الدائم يرفض رفضًا قاطعاً التعرض للحريات العامة والحريات الشخصية طالما أنها تحترم أدب التخاطب، وتحافظ على الوحدة الوطنية القومية، ولا تنطلق من التعصب المذهبي والطائفي والجهوي البغيض.
وإلى جانب ذلك أصدر المكتب الدائم البيان الثقافي ألقاه د. علاء عبدالهادي رئيس اتحاد كتاب مصر، وفيه أكد المجتمعون أن أمن الوطن العربي يكمن في أمنه الثقافي، وأن أمنه الثقافي في أمن مثقفيه، الأمر الذي يتطلب من الحكومات العربية أن تكون الثقافة في سلم الأولويات، كي يستطيع الأدباء والكتاب أن يلعبوا أدوارهم التنويرية والفكرية المنوطة بهم. وذلك من منطلق الإيمان بأن الثقافة العربية التنويرية هي صمام الأمان في المحافظة على قيمنا الثقافية الكبرى التي تنهض على احترام الاختلاف وتقدير التنوع، بعيدًا عن استخدام العنف والتهديد والقهر سبيلاً لفرض الرأي بالقوة.
كما عبروا عن رفضهم لتهميش العديد من الحكومات والسلطات العربية للمثقفين، والنظر إلى الثقافة والمثقفين بصفتهم مشكلة على الرغم من كونهم قاطرة أي مجتمع حديث للتغيير، الوضع الذي أسهم في إضعاف دور الثقافة والمثقفين، فزادت حدة الاحتراب بين أبناء الهوية الواحدة، ووجدت دعاوى التعصب والإرهاب تربة صالحة تعيش فيها، ويستثمرها أعداؤها.
ودعا المجتمعون إلى مكافحة «الأمية الثقافية»، وإلى الاهتمام باللغة العربية وتعزيز مكانتها، وإلى إيلاء ثقافة الأطفال وأدب الأطفال والناشئة اهتماماً نوعياً في هذه المرحلة، كما عبروا عن وقوفهم مع ثقافة المقاومة بكل صورها وأشكالها.
– الخليج