افتتحت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أمس الأحد، المرحلة الأولى من معرض «قصص من اللوفر أبوظبي» بعنوان «القلم»، ويتضمّن أحدث الأعمال الفنية التي اقتناها متحف اللوفر أبوظبي.
يستمر المعرض الذي يقام في منارة السعديات حتى 25 يوليو/تموز المقبل، وتم خلال افتتاحه اصطحاب وسائل الإعلام والمهتمين في جولة تعريفية بالمقتنيات الست التي يتضمنها المعرض، وبينها لوحة «الفيوم» التي تُعدّ رمزاً للاندماج الثقافي الذي يهدف له متحف اللوفر أبوظبي، الذي يحتضن أكثر من 500 عمل فني وتحفة أثرية، منذ أن بدأت عملية الاقتناء منذ في عام 2009 من مختلف أنحاء العالم.
تقام المرحلة الثانية من معرض «قصص من اللوفر أبوظبي» بعنوان «صور خالدة» من 28 يوليو/تموز المقبل وحتى 30 أغسطس/آب المقبل، ويتضمّن أحدث المقتنيات التي سيتمّ ضمها إلى متحف اللوفر أبوظبي المرتقب إطلاقه كأول متحف في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات.
يأتي المعرض في إطار رؤية الهيئة الرامية إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في عملية بناء وتطوير متحف اللوفر أبوظبي، وتعريف الجمهور بأحدث الأعمال الفنية التي تضاف إلى مجموعة مقتنيات المتحف قبيل افتتاحه.

وقالت عليا زعل لوتاه (باحثة في اللوفر أبوظبي)، التي عرفت الحضور ببعض تفاصيل المعرض ولوحاته، إن التنوع الثقافي والإنساني والحضاري الذي يشهده المعرض، هو ذاته الذي يجسّده متحف اللوفر أبوظبي، حيث تُعدّ المعارض المتلاحقة صورة بسيطة لما يطمح اللوفر للتعريف به وتحقيقه.
وأفادت لوتاه بأن المعرض في مرحلته الأولى يتضمّن ستة أعمال ومخطوطات تم اقتناؤها بجهود القائمين على المتحف، كاشفة أن لوحة «الفيوم» تمثل التلاقح والاندماج الثقافي الذي يجسده اللوفر، ذلك أنها تدمج ما بين الثقافتين الإغريقية والفرعونية، وهي بحسب لوتاه من اللوحات الواقعية ذات الرونق المميّز والدقة المتناهية، وهي جزء من مجموعة جنائزية.
وأوضحت لوتاه: لوحة الفيوم ستظل معروضة ضمن مرحلتي المعرض، وذلك لدلالتها الرمزية المهمة، وتُعدّ الأقدم بين المعروضات، حيث تعود إلى 225-250 ميلادية من مصر، ذلك أن المرحلة الثانية من المعرض «صور خالدة» ستتضمن 3 منحوتات قيّمة تجسد شخصيات خالدة عبر الثقافات المختلفة والأزمان ومنها لوحة الفيوم. وتُعدّ كل الأعمال المعروضة من مقتنيات اللوفر الدائمة التي سيتمكن الجمهور من الاطلاع عليها عند افتتاح اللوفر أبوظبي، وما يهم في المعارض التي نقيمها هو منح الجمهور فكرة واضحة عما سيتضمنه المتحف، والتنوع الثقافي والإنساني الذي تحفل به تلك المعارض».
وعرف محمد عبدالله المنصوري «باحث في اللوفر أبوظبي» الحضور بكل المخطوطات التي يتضمنها معرض «القلم»، ومنها صفحة من مخطوطة للقرآن الكريم بالخط الكوفي، تعود إلى الشرق الأدنى أو شمال إفريقيا، في العصر العباسي أواخر القرن التاسع الميلادي، وكتبت بماء الذهب على برشمان، ومأخوذة من إحدى أفخر مخطوطات القرآن الكريم التي تعود إلى العصر العباسي.
ومخطوطة «سوترا» تعود إلى الهند الشرقية، من سلالة بالا، موقعة ومؤرخة 1191 ميلادية، وتُعدّ مثالاً مهما ونادراً للمخطوطات المزخرفة التي تعود إلى أديرة الهند الشرقية، وكتبت على سعف نخيل الكوريفا الطويلة والنحيلة، المجمّعة في حزم، باللغة السنسكريتية التي تضمّ أربع ملفات مضيئة بشخصيات مقدسة.
كما يتضمّن المعرض صفحتين من القرآن الكريم بالخط الكوفي، وصفحتين مصورتين من سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام من تركيا، إسطنبول، العصر العثماني، تعود إلى نحو 1003 هجرية/ 1594-1595 ميلادية، ومخطوطة باللغة الفرنسية من كتاب «مختار الحِكَم ومحاسن الكَلِم» من فرنسا تعود إلى نحو 1460 ميلادية، وصفحة ثنائية من ألبوم «بوليير» من الهند، مدرسة لكنو، 1195 هجري، نحو 1780 ميلادي.
-الخليج