أكد مصبح هلال الكعبي الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للبترول أن تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية خلق بيئة استثمارية «مستقرة» مع ظهور فرص جيدة للاستحواذ على أصول وشركات تعمل في مجال النفط والغاز.

وكشف في حوار مع «الاتحاد»، أن شركة مبادلة للبترول تدرس حالياً عدداً من فرص الاستحواذ وشراء حصص في شركات نفطية تعمل في مناطق شمال وغرب أفريقيا على ضوء النتائج الإيجابية لعمليات الاستكشاف والإنتاج في تلك المناطق المنتجة.

وأضاف أن الشركة اتخذت إجراءات وخطوات سريعة للتجاوب مع الأسعار المنخفضة للنفط في الأسواق العالمية عبر إعادة صياغة التكاليف التشغيلية والإنتاجية في الحقول، مؤكداً أن هذه الخطوات تمثلت في التخلص من الأصول غير المنتجة والتركيز على الأصول المنتجة فضلاً عن البحث عن الفرص الاستثمارية الجديدة خصوصاً في مناطق مثل شمال وغرب أفريقيا التي تتمتع باحتياطيات مؤكدة.
وأوضح الرئيس التنفيذي أن الشركة قامت مؤخراً بإعادة التفاوض في العقود المبرمة سابقاً مع طرح مناقصات جديدة للخدمات المقدمة من خلال مبادلة للبترول، مشيرا إلى وحود تجاوب واضح من الشركات الدولية والوطنية العاملة في هذا المجال. ولفت إلى أن هذه الخطوات والإجراءات انعكست إيجابياً على كلفة التشغيل التي انخفضت بنحو 25% نهاية الربع الأول من العام الجاري.

وأوضح مصبح الكعبي أن تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية كانت لها آثار سلبية وأخرى إيجابية على نتائج أعمال مبادلة للبترول خلال العام الجاري، لافتاً إلى أن الآثار السلبية تلخصت في تراجع مستوى البيانات المالية للشركة.

وأشار إلى أن تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية منذ منتصف العام الماضي، جعل الشركات العالمية العاملة في قطاع الاستكشاف والإنتاج تعيد صياغة تكاليف الإنتاج والتشغيل في حقول الإنتاج، مؤكداً أن الصناعة العالمية للنفط والغاز استطاعت وبنجاح التأقلم مع انخفاض الأسعار وبصورة سريعة عن المرات السابقة، وهو ما أدى إلى حدوث تجاوب إيجابي مع مستويات الأسعار السائدة في الأسواق الدولية.

وقال إن حجم الإنتاج اليومي لشركة مبادلة للبترول من النفط المكافئ تجاوز 400 ألف برميل، منتجة من 12 حقلاً للاستكشاف، تعمل في مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا ووسط وجنوب آسيا.

وأوضح مصبح الكعبي أن حقول الاستكشاف الثلاثة المملوكة لـ«مبادلة للبترول» في مملكة تايلاند سوف تسهم بكميات إنتاج تقدر بـ 40 ألف برميل يومياً من إجمالي إنتاج الشركة بحلول النصف الثاني من العام 2015، مؤكداً أنه تم البدء في عمليات الإنتاج في حقل «نونج ياو» النفطي خلال يونيو الجاري، وهو الحقل الثالث لـ«مبادلة للبترول» في تايلاند، متوقعاً أن يحقق الحقل الجديد معدل إنتاج يصل إلى 10 آلاف برميل من النفط يومياً.
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة «مبادلة للبترول» إن الشركة بدأت في دراسة وتقويم المعلومات المتوفرة حالياً للإنتاج والاستكشاف في منطقة البحر المتوسط بعد التوقيع على اتفاقية استكشافية للمناطق البحرية شمال المملكة المغربية خلال مارس الماضي خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للمملكة المغربية.

وتوقع الكعبي أن يتم تسليم نتائج الدراسة للجانب المغربي قبل نهاية عام 2016، مؤكداً أن «مبادلة للبترول» ستقوم بالتعاون مع المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بالمملكة المغربية بدراسة جيولوجية وزلزالية لمنطقة غرب البحر المتوسط والتي تبلغ مساحتها 3433 كيلومتراً مربعاً.

وأضاف الرئيس التنفيذي أن «مبادلة للبترول» ستقوم خلال الفترة المقبلة بإعادة معالجة المسوحات القديمة ومراجعة نتائج الاستكشاف السابقة، فضلاً عن دراسة فرص الإنتاج مع تقويم الحوض التراسبي بالمنطقة، ومن ثم الاتفاق مع الجانب المغربي علي الخطوات النهائية للاستكشاف والإنتاج في حقول النفط بالمملكة المغربية.

وبخصوص دخول «مبادلة للبترول» السوق المصري، قال مصبح الكعبي إن السوق المصري من الأسواق الواعدة والتي تمثل فرصة استثمارية مجدية نظراً لضخامة السوق، مؤكداً استمرار التفاوض مع الشركات المصرية حتى يتم التأكد من توافق الاستثمار في الحقول المصرية بما يتماشى مع إمكانيات «مبادلة للبترول» المالية والتشغيلية.

ونوه الرئيس التنفيذي لشركة «مبادلة للبترول» بأن المفاوضات الجارية حالياً مع الجانب المصري سواء الشركات الحكومية أو التابعة للقطاع الخاص تتركز على الفرص الاستثمارية المتاحة لاكتشاف وإنتاج الغاز في المناطق المصرية على البحر المتوسط.

وعن عمليات الإنتاج في حقول ماليزيا، اعتبر مصبح الكعبي هذه الحقول من أنجح العمليات الإنتاجية لـ «مبادلة للبترول» في مناطق جنوب شرق آسيا، لافتاً إلى أن عمليات الحفر الاختبارية في مناطق التنقيب البحرية في ولاية «ساراواك» الماليزية، أكدت اكتشاف كميات من الغاز بإمكانات تجارية كبيرة، مؤكداً أن العمليات الإنتاجية تتوزع على ثلاثة آبار متنوعة الأحجام والأعماق.

وتوقع الرئيس التنفيذي أن تبدأ «مبادلة للبترول» في إنتاج الغاز المسال في ماليزيا بحلول العام 2020 بطاقة إنتاجية تفوق عدة تريليونات من الأقدام المكعبة للغاز، حيث أظهرت اختبارات مناطق الغاز الرئيسية وجود معدلات تدفق بلغت 30-50 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز العالي الجودة مع المكثفات.

الاتحاد