أثار حادث اغتيال النائب العام المصري المستشار هشام بركات، حالة من الاستنكار الممزوج بالقلق في الشارع المصري، لا سيّما في ظل اعتبار البعض من الخبراء الحادث بأنّه نقلة نوعية في مستوى العمليات الإرهابية على صعيد المحافظات بعيداً عن سيناء، الأمر الذي يُنبئ بمدى عنف مخطّط الجماعات الإرهابية خلال الأيام المقبلة، وفي الوقت نفسه يثير تساؤلات حول تداعيات هذا الحادث، والسيناريوهات المقبلة المتوقع أن تشهدها البلاد..فيما كان لافتاً قرار السلطات المصرية إطلاق اسم هشام بركات على ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر شرق القاهرة.
وقرّرت السلطات المصرية إطلاق اسم الراحل هشام بركات، على ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر شرق القاهرة. وكان مجلس إدارة نادي قضاة مصر برئاسة المستشار عبدالله فتحي خاطب مجلس الوزراء لإطلاق اسم شهيد الوطن بركات، على ميدان رابعة العدوية بمنطقة مدينة نصر، ليظل هذا الرجل رمزاً خالداً لمصرنا الجديدة. كما قرر النادي إطلاق اسم المستشار هشام بركات على القاعة الرئيسية الجديدة بالنادي النهري للقضاة، على أن يتم تشكيل لجنة من القضاة وأعضاء النيابة العامة لإعداد كتاب ذهبي يتضمّن سيرته الذاتية والعمل الذي اضطلع به منذ التحاقه بالسلك القضائي حتى رحيله، وكلمات وشهادات من شرفوا بالعمل معه في حقه. يذكر أن ميدان «رابعة العدوية» شهد اعتصام جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية عقب «ثورة 30 يونيو».
سيناريوهات
ويفتح حادث اغتيال النائب العام عدداً من السيناريوهات، التي يحاول كل منها الإجابة عن السبب وراء الاغتيال، إذ اعتبر فريق من المراقبين أنّ «الاغتيال يأتي في إطار ذلك الاستهداف الذي أعلن عنه تنظيم «داعش» منذ فترة للقضاة المصريين، لا سيّما وأنّ التنظيم قد بثّ بالتزامن مع حادث اغتيال النائب العام مقطع فيديو لعملية قتل القضاة المصريين في سيناء والتي تم تنفيذها الشهر الماضي». ويرى هذا الفريق أنّ «الدولة المصرية بدأت الدخول في حقبة من الاغتيالات السياسية للشخصيات العامة، وكل من له صلة بالنظام السياسي عقب ثورة 30 يونيو».
مسؤولية اغتيال
وأوضح الباحث في شؤون الحركات الإسلامية عمرو عمارة، أنّه «وعلى الرغم من إعلان ما يسمى «المقاومة الشعبية» مسؤوليتها عن الحادث، إلّا أنّ آلية تنفيذ العمليات الإرهابية التي تمت تؤكد أنّ جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية والتي تدين بالبيعة لتنظيم «داعش»، هي التي تقف وراء حادث اغتيال النائب العام هشام بركات».
وأضاف عمارة في تصريحات لـ«البيان»، أنّ «بث تنظيم ولاية سيناء أنصار بيت المقدس التابع لتنظيم «داعش»، قبيل ساعات من تنفيذ عملية اغتيال النائب العام لفيديو تحت عنوان «تصفية القضاة»، عرض خلاله الهجوم الذي استهدف ثلاثة قضاة بمدينة العريش والذي نفذه التنظيم في مايو الماضي، لم يكن وليد المصادفة وإنما يؤكّد على الربط بين التنظيم وبين عملية النائب العام أيضاً».
توقيت عملية
ويرى مراقبون، أنّ «الحادث ورغم أنه ليس الأول من نوعه فقد سبقه محاولات لاغتيال عدد من الشخصيات الرسمية في الدولة، إلّا أنّ توقيت العملية وما أسفرت عنه من تحقيق هدفهم باغتيال النائب العام، كنوع من الترهيب للشخصيات الرسمية في الدولة وبالتحديد القضاة ورجال الجيش والشرطة وكل من له صلة بقضايا الإخوان، أثارت حالة من القلق»، متوقعين أن يكون الحادث مجرد حادث فردي وليس جزءاً من سلسلة عمليات اغتيالات.
ذكرى ثورة
شهدت منطقة النزهة في القاهرة قبيل يوم واحد من الذكرى الثانية لـ«ثورة 30 يونيو» عملية إرهابية هي الأكثر تأثيراً على مدار الفترة الماضية على مستوى المحافظات بعيداً عن سيناء، إذ استهدف مجهولون موكب النائب العام المصري المستشار هشام بركات من خلال تفجير هزّ أركان المنطقة.
– البيان