استبعدت مصادر سياسية يمنية استئناف العملية السياسية قريباً والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بسبب تعنت الحوثيين، وأكدت رفض حزب الرئيس السابق مقترح الحوثيين بتشكيل حكومة جديدة في حين قتل 27 من الحوثيين في مواجهات مأرب، واستمر استهداف الأحياء السكنية في عدن وتعز.
وعشية وصول المبعوث الدولي إلى صنعاء قالت المصادر لـ«البيان» إن الاتصالات التي تجريها الأمم المتحدة لاستئناف العملية السياسية تقوم على فرضية أن الأمر سيحتاج إلى شهور قبل أن تنجح هذه الجهود بسبب رفض الحوثيين تقديم تنازلات أو التعهد بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي.
المصادر ذكرت أن التحالف العربي الداعم للشرعية يدعم تأهيل وتدريب عناصر المقاومة في محافظات مأرب والجنوب وتعز ليتمكنوا من قيادة المواجهات على الأرض، وأن استكمال تدريب هذه القوة والدفع بها إلى جبهات القتال، يحتاج إلى بعض الوقت.
ووفقاً لهذه المصادر فإن حزب الرئيس السابق يعارض مقترحاً للحوثيين لتشكيل حكومة جديدة من الأطراف السياسية المؤيدة للانقلاب بدلاً عن الحكومة الشرعية، وأن هذا الموقف ربما يدفع الجماعة للتراجع عن هذه الخطوة التي تريد من خلالها استكمال السيطرة على السلطة في البلاد رغم ترحيبها المعلن بجهود الأمم المتحدة. ولا يربط المراقبون موقف حزب صالح بتغير في موقفه المؤيد للانقلاب، مرجّحين أن يكون الرفض على خلفية تناقضات متعلقة بتقاسم النفوذ.
وتوقعت المصادر أن يطول أمد الأزمة الحالية على غرار ما هو حاصل في الأزمتين الليبية والسورية في ظل عجز الأمم المتحدة عن تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي.
ميدانياً، قالت مصادر المقاومة إن سبعة وعشرين من المقاتلين الحوثيين لقوا مصرعهم في غارات لطائرات التحالف العربي، بقيادة السعودية، والمواجهات الدائرة في غرب محافظة مأرب، في حين قتل عشرة آخرون في غارات استهدفت مبنى إدارة الأمن في مديرية بيت الفضية بمحافظة الحديدة الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثي. كما شن التحالف العربي قصفاً عنيفاً دمر دائرة الإمداد والتموين العسكري ومخازن القوات المسلحة التي تخضع لسيطرة المتمردين الحوثيين في فج عطان بالعاصمة صنعاء. واستهدف مخازن المؤسسة الاقتصادية في عصر بصنعاء ما أدى إلى اندلاع الحرائق فيها.
المصادر تحدثت عن انتشال نحو 18 جثة لمقاتلين حوثيين في جبهة جفينة غرب مأرب، وعن مقتل تسعة آخرين في غارة نفذتها طائرات التحالف واستهدفت ناقلة للمسلحين الحوثيين في منطقة المخدرة.
في عدن، قالت المقاومة إنها استعادت السيطرة على معسكر اللواء 31 الذي سقط قبل يومين بيد الحوثيين وقوات صالح، كما أكدت أنها تخوض مواجهات عنيفة في المدخل الشمالي للمدينة ومنعت أي تقدم لتلك القوات.
وحسب سكان، فإن الحوثيين وقوات صالح قصفوا بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون عدة أحياء سكنية في مديريتي المنصورة والبريقة.
وعلى صعيد متصل قال محمد العناني مدير الإنتاج بمصافي عدن، إن المصافي وميناء الزيت تعرضا لقصف شديد ومركز استهدفت بشكل رئيسي أكبر خزانات النفط الخام في المصافي.
إلى ذلك، دعت وزارة الخارجية الأميركية إلى «هدنة إنسانية» في الصراع الدائر في اليمن خلال شهر رمضان، وقالت في بيان «ستتيح هدنة للمنظمات الدولية توصيل الطعام والدواء والوقود التي تمس الحاجة إليها للمدنيين في جميع أنحاء اليمن».
قال شهود إن طائرة من دون طيار هاجمت قاعدة عسكرية يسيطر عليها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في جنوب غرب اليمن في الساعات الأولى من صباح أمس ما أدى إلى مقتل أربعة يشتبه بأنهم متشددون. وتقع القاعدة قرب مدينة المكلا الساحلية التي كانت هدفاً لكثير من هجمات الطائرات من دون طيار في الأسابيع القليلة الماضية.
البيان