نكمل حديث الوفاء في ذكرى الرحيل، وفيه نقول: قد يعجب المرء من وفاء هذا الشعب لذكرى قائده، ويرى في فيض المشاعر التي يكنها له شيئاً نادراً لم يعد له وجود في ظل ما شهده العالم وما زال يشهده من قصاص جماعي اقتصته بعض الشعوب من قادتها.
نبدد عجبه وحيرته ونتحدث عن السر الجميل بين الإنسان هنا وقيادته.
فالقائد هنا هو والد الجميع يتفقد شؤون أبنائه ويرعاهم بحكمة وحنكة وعدل ومساواة وهذا خط ما حاد عنه الخلف، وهي علاقة استثنائية لا تجد مثلها في أي دولة سوى الإمارات، علاقة الحاكم بالمحكوم هنا في أبسط صورها هي العلاقة الجميلة التي تربط رب الأسرة بكل من يضمه البيت الكبير، تتجلى فيها أروع الروابط الأسرية التي تجمع بين أفرادها، عماد ذلك والد عادل ينظر إلى الأبناء بعين واحدة، ويؤدي ما عليه من مسؤوليات تجاههم كما أمر به الله.
هكذا كان زايد وحد البلاد وجمع شمل العباد تحت راية الاتحاد. يستظل الجميع بفيئه الظليل وينعم بالخير والرفاهية آمناً مستقراً لا يعكر صفو حياته شيء.
كان الشعب على الدوام محظوظاً بقيادة ترعاه فبادلها الحب حبا والاحترام احتراما، لتصبح القيادة هنا أيضا محظوظة بشعب يكن لها تلك المشاعر، واضعا يديه في يديها ماضيا بالحب معها نحو آفاق رحبة في هذا الفضاء الكبير.
في التاسع عشر من رمضان حيث ذكرى الوفاة تتوحد الجهود بشكل لافت ويتدفق العطاء بشكل لا يسبق له مثيل، وتطلق حملات الخير في يوم زايد العمل الإنساني إلى العالم في وفاء امتثالاً لأحب الأعمال إلى نفس الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أسبغ الله على قبره النور، وطيب ثرى يضمه.
هكذا كان زايد الإنسان الحاكم العادل، الأب الحاني، سخاء نفسه وكرمها تجاوزت الحدود، شملت الإنسان في كل مكان وسائر الكائنات، كان زايد في كل شيء زايد.
– البيان