اكد المتحدثون في مجلس وزارة الداخلية الذي استضافة محمد خليفة الزيودي مدير دائرة الموارد البشرية بحكومة الفجيرة في منزلة بمنطقة البثنة بالفجيرة مساء الاثنين على أهمية مشاركة الأسرة وتفعيل دورها في الوقاية من وقوع الجريمة والمساهمة أيضا في كشفها وضبط الجناة، وطالبوا بأهمية غرس الحس الأمني في النشء من رياض الأطفال عبر المحاضرات التوعوية، وتكثيف البرامج التعليمية للتعريف بالمهددات الأمنية عبر مناهاج دراسية للطلبة، وأكد المتحدثون أهمية مراقبة المنافذ وتفعيل دور الأسرة في دعم الأمن ومكافحة المخدرات، إلى جانب دور الإعلام والمدارس والمؤسسات المعنية في فضح مخاطر المخدرات وآثارها المدمرة للمجتمع، خاصة في ظل انتشار الترامادول وسط طلبة المدارس والنساء ،وتوفير الغطاء القانوني للجرائم التي يتحرج البعض في الإبلاغ عنها مثل التحرش الجنسي وتعاطي المخدرات، فضلا عن المطالبة بتفعيل دور المجالس على مدار العام وتخصيص مجالس مستمرة في المناطق والمدن بإمارة الفجيرة لمناقشة الشؤون المجتمعية .
وكان المجلس الرمضاني الذي أداره الإعلامي احمد حسن اليماحي بتلفزيون ابوظبي، كرس لمناقشة 3 محاور تتصل بموضوع خدمات حماية المجتمع والوقاية من الجريمة، حيث استهل أعماله بعرض فيلم وثائقي عن مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمناسبة الذكري الحادية عشرة لرحيله ، بعد ذلك تحدث محمد خليفة الزيودي مستضيف المجلس مرحبا بالحضور، معربا عن فخر منطقة البثنة باستضافة مجلس الداخلية .
أعقبه في الحديث العميد محمد راشد بن نايع الطنيجي نائب القائد العام لشرطة الفجيرة، مؤكدا أن الدولة تنعم بالأمن والأمان، وان إمارة الفجيرة تخلو تماما من وقوع الجرائم المقلقة كالقتل والسطو المسلح وغيرها من جرائم، مشيرا إلي أن الأمن شرط ضروري للحياة، مشددا على أهمية تكاتف الجهود المجتمعية مع وزارة الداخلية لتحقيق الأمن والسلامة العامة، موضحا أن شرطة الفجيرة تقدم خدمات متميزة في استتاب الأمن من خلال الوقاية من الجرائم وكشفها حال وقوعها وتقديم الجناة للعدالة، وان توجهات الدولة تحقيق التعايش الآمن بين الجنسيات المتعددة تقيم على ارض الوطن، منوها إلي أهمية مشاركة الأسرة في توعية أبنائها بالمخاطر التي تهدد حياتهم وسلامة المجتمع وأهمية تحقيق الأمن وبسطه.
وكشف العميد الطنيجي عن انتشار الترامادول في المدارس وسط الطلبة وبين الشباب وحتى النساء بالفجيرة، وتسببه مؤخرا في وفاة شابين بالفجيرة، مشيرا إلي أن المخدرات آفة عالمية، وان وزارة الداخلية وجهت بالتصدي الحازم وبذل الجهد للحد من مخاطرها حتى ينعم المجتمع بالسلامة العامة، وناشد بتكاتف المجتمع ودعم الأسرة للأمن والتصدي للآفة خاصة بعد انتشار الترامادول، وان الشرطة تعمل جاهدة عبر البرامج التوعوية لمكافحتها، كما تحتاج لجهود المدارس والمساجد والأسر، وأكد أن التفكك الأسري يساهم في وقوع الأبناء في براثن المخدرات .
بدوره أوضح الرائد محمد سعيد الهامور رئيس قسم الجريمة المنظمة بشرطة الفجيرة إن هنالك عدة عوامل ساهمت في ردع الجناة وتخفيض نسبة الجرائم منها التحديث المستمر للقوانين والتشريعات، وتمسك المجتمع بالعادات والتقاليد، والقدوة الحسنة المتمثلة في النموذج المتميز للشيوخ والقيادة الرشيدة، إلي جانب تمسك المجتمع بتعاليم الدين الحنيف، فضلا عن التطور التقني في مكافحة الجريمة واكتشافها والسرعة والاحترافية في ضبط الجناة، وتحديث وتطوير الهيكل التنظيمي للقيادات الشرطية بالدولة، واستحداث إدارات متخصصة للجرائم المنظمة والالكترونية والاقتصادية والاتجار بالبشر، وتأهيل الكادر الشرطي وتدريبه، وتطور البنية التحتية بالدولة، جميعها عوامل ساعدت في الوقاية من الجرائم.
من جهته قال العقيد عبيد راشد المغني رئيس قسم شؤون المجتمع إن إدارة مراكز الدعم الاجتماعي منوط بها الوصول للجرائم التي يتحرج أصحابها من الإبلاغ عنها في المراكز الشرطية بحكم العادات والتقاليد، حيث تعاملت مراكز الدعم مع 26500 حالة عنف اسري وقضايا المنازل والأطفال وغيرها 85 % منها تم حلها داخل المراكز عبر أخصائيين اجتماعيين مؤهلين ومدربين 99% منهم مواطنين، وسيتم مستقبلا رفدها بكادر لحل جميع المشكلات وتقديم الدعم النفسي لضحايا الجرائم خاصة من النساء والأطفال.
في محور خدمات السجون أوضح العقيد احمد حمدان الزيودي مدير المؤسسة العقابية الإصلاحية بشرطة الفجيرة، أن إدارته تتبع منهج إصلاح النزيل ليسهل بعد انقضاء محكومتيه دمجه في المجتمع من خلال إخضاعه لدورات تحفيظ القران ودورات دينية ودورات علوم الحاسوب وتوفير كافة مقومات ارتباطه بالعالم الخارجي من خلال توفير وسائل اتصال عبر الموبايل وزيارات للنزلاء على مدار أيام الأسبوع، والاستفادة من مبادرات المؤسسة “أهلي معي” و”بر الوالدين” التي تجمع النزيل بأسرته وفعاليات أسبوع النزيل الخليجي، واستفادة النزلاء من صندوق الفرج الذي أطلقته وزارة الداخلية.
وأكد العقيد سليمان المرشدي مدير إدارة الموارد البشرية أن الجريمة واقع في كل المجتمعات، وأن التحدي يكمن في الحد من وقوعها ببرامج وقائية تتمثل في فعاليات توعوية مختلفة عبر الشرطة المجتمعية، مشيرا إلي تحديات الانفتاح الخارجي، وأهمية التعامل الواعي معها خاصة في جرائم التحرش الجنسي التي نادرا ما يتم الإبلاغ عنها نسبة للتقاليد السائدة.