توصلت إيران اليوم إلى اتفاق مع القوى الست الكبرى حول ملفها النووي المثير للجدل. ووصف وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الاتفاق بأنه «ليس مثاليا»، لكنه اعتبره «أفضل ما كان يمكن التوصل إليه»، مشيرا إلى أنه «انتصار لكل الأطراف».
من جانبها، قالت فيديريكا موجيريني مسؤولة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن «القرار الذي نحن بصدده لا يتعلق فقط بالنشاط النووي وإنما بحقبة جديدة في العلاقات الدولية». جاء هذا في كلمتين مقتضبتين للإعلام بحضور وزراء خارجية الدول الست الكبرى والوفد الإيراني المفاوض ودبلوماسيين أوروبيين لعبوا دورا في المفاوضات النووية.
وكانت كاثرين راي المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي أعلنت في وقت سابق اليوم بأن وزراء خارجية إيران والدول الست الكبرى سيختتمون اليوم الثلاثاء المفاوضات النووية باجتماع سيعقد في الساعة 08:30 بتوقيت جرينتش. وأوضحت في بيان أن الوزراء سيعقدون مؤتمرا صحفيا بعد ذلك، مشيرة إلى أن الإعلان عن التوصل إلى اتفاق نووي شامل أصبح أمرا وشيكا.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» إن وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين وكذلك مسؤولة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي سيحضرون المراسم. وأوضحت أنه تم تدوين نتائج المفاوضات النووية في 100 صفحة.
على الصعيد نفسه، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران وافقت أخيرا على إجراء تحقيق بشأن المخاوف الدولية من امتلاكها برامج لتصنيع أسلحة نووية.
ووصف مدير عام الوكالة يوكيا أمانو الأمر بأنه «خطوة مهمة باتجاه توضيح القضايا العالقة في الملف النووي الإيراني». وجاءت تصريحات أمانو بعد التوقيع على خطة عمل مع مسؤولين إيرانيين بارزين حول كيفية استكمال التحقيقات المتوقفة منذ فترة طويلة قبل نهاية العام الجاري.
وستسمح إيران بزيارة تفتيش لموقع بارشين العسكري الذي يشتبه في أن تجارب مرتبطة بتصنيع رؤوس نووية أجريت فيه في الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أن تعاون إيران مع الوكالة حول هذه المسألة شرط أساسي للاتفاق الموسع بين طهران والدول الست الكبرى.
وفي أول رد فعل دولي، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق النووي الإيراني المرتقب بأنه «خطأ سيء له أبعاد تاريخية». ووفقا لما نقلته الإذاعة الإسرائيلية ، فقد تعهد نتنياهو بـ«عمل كل ما في وسعه لكبح طموحات إيران النووية».
وقال نتنياهو في مستهل لقائه بوزير الخارجية الهولندي في القدس المحتلة قبل ظهر اليوم إن «إيران ستتلقى بفضل هذا الاتفاق مئات المليارات من الدولارات التي ستمكنها من مواصلة عدوانها وإرهابها في المنطقة والعالم».
كما وصفت تسيبي حوتوبيلي القائمة بأعمال وزارة الخارجية الإسرائيلية الاتفاق الذي من المتوقع الإعلان عنه اليوم الثلاثاء بشأن الملف النووي الإيراني بأنه «استسلام تاريخي من جانب الغرب لمحور الشر بقيادة إيران».
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عنها القول إن «تبعات الاتفاق في المستقبل المنظور ستكون خطيرة للغاية لأنها ستتيح لإيران مواصلة بعثرة الخلايا الإرهابية التابعة لها، كما ستخطو خطوة عملاقة باتجاه جعلها دولة عتبة نووية».
وأكدت أن «إسرائيل ستعمل بكل الوسائل الدبلوماسية من أجل منع إقرار الاتفاق».
الاتحاد