تمكن مقاتلو «المقاومة الشعبية» التي تضم الفصائل الموالية لحكومة الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، أمس من السيطرة على مطار عدن وعلى أجزاء من المدينة الجنوبية في إطار عملية عسكرية يدعمها التحالف العربي لإخراج الحوثيين من المدينة الجنوبية، فيما قتل 22 مسلحاً حوثياً باشتباكات وهجمات مسلحة في اليمن. وذكرت مصادر يمنية سياسية وعسكرية متطابقة من معسكر الرئيس هادي أن قوات يمنية دربها التحالف العربي في القتال على الأرض ضمن عملية برية وجوية وبحرية تشارك فيها مقاتلات وبارجات التحالف أطلق عليها اسم «السهم الذهبي لتحرير عدن». وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس إن «المقاومة الشعبية استعادت مطار عدن بالكامل وأجزاء واسعة من منطقة خور مكسر بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين وقوات صالح خلفت عشرات القتلى والجرحى». وقالت مصادر عسكرية ميدانية إن مقاتلي المقاومة تمكنوا من إخراج الحوثيين وقوات صالح من مناطق جزيرة العمال وساحة العروض ومعسكر بدر وحي القنصليات ومبنى كلية التربية، وكلها مواقع داخل حي خور مكسر الرئيسي في وسط عدن.

وأكدت المصادر أن مسلحي المقاومة الشعبية يقومون بعمليات تمشيط واسعة النطاق، وهم مزودون بعربات عسكرية ومصفحات حصلوا عليها من التحالف العربي بهدف استعادة السيطرة على عدن من الحوثيين. وهو أكبر تقدم يحققه المقاتلون المناوئون للحوثيين منذ دخول المتمردين الحوثيين إلى مدينة عدن في نهاية مارس. وفي تفاصيل العملية، أكدت مصادر عسكرية وسياسية متطابقة أن العملية انطلقت أمس بإسناد بحري وجوي مباشر من قوات التحالف لاستعادة السيطرة على خور مكسر ومنطقة المطار في مدينة عدن. وأكدت المصادر أن المعارك العنيفة بدأت عند الخامسة فجراً بالتوقيت المحلي واستغرقت أكثر من خمس ساعات شن خلالها طيران التحالف غارات مكثفة على مواقع وتجمعات الحوثيين وقوات صالح في منطقة العريش والممدارة ومطار عدن وجزيرة العمال وجبل حديد.

وأفادت مصادر عسكرية في «المقاومة الشعبية» أن قائد الحوثيين في خور مكسر ناصر علي السالمي المكنى بـأبي عارف، قتل في هذه المواجهات كما قتل العشرات من الحوثيين وعناصر الحرس الجمهوري السابق الموالين لصالح. وأكد مصدر عسكري ميداني موالٍ لهادي أن «بوارج بحرية تابعة للتحالف قصفت تجمعات لمسلحي الحوثي وموالين لصالح في منطقة العريش شرق عدن وفي الطريق الساحلي بخور مكسر ومدخل مدينة كريتر». كما أشار إلى أن طيران التحالف وبوارج بحرية دمرت مواقع مليشيات الحوثيين في جزيرة العمال.
من جانبه، قال مدير مكتب الرئيس هادي محمد علي مارم إن «هذه العملية أطلق عليها اسم السهم الذهبي لتحرير عدن». وقال مارم المتواجد في عدن «إن الرئيس هادي يتولى الإشراف مباشرة على تنفيذ هذه العملية من غرفة العمليات في الرياض». وأضاف أن «عملية السهم الذهبي تسير وفق خطة محكمة صادق عليها الرئيس هادي وهو يتابع كل العمليات على الأرض ويوجه القادة العسكريين وقادة المقاومة».

إلى ذلك، أكد مصدر آخر مقرب من هادي، أن «معركة السهم الذهبي انطلقت بإسناد جوي وبحري كثيف لقوات التحالف العربي الداعم للشرعية في سبيل تحرير مدينة عدن من مليشيات الحوثي وصالح». وأوضح مصدر عسكري في عدن أن «قوات عسكرية يمنية دربتها قوات التحالف مؤخراً تشارك بقوة في القتال مع المقاومة الشعبية ضد ميليشيا الحوثي وصالح في منطقة العريش ومعسكر الصولبان شمال مطار عدن». وأضاف المصدر أن هذه القوات «تمكنت من طرد الحوثيين من هذه المواقع كما أغلقت الطريق المؤدي من الشيخ عثمان في الغرب إلى مطار عدن لمنع وصول إي إمدادات عسكرية، وتم تطهير خور مكسر».

وفي الأثناء، استمرت أعمدة اللهب بالتصاعد من أنابيب النفط داخل مصفاة عدن الحكومية بغرب المدينة بسبب تعرضها للقصف بصواريخ الكاتيوشا من قبل الحوثيين وقوات صالح.

ولم تتمكن فرق الدفاع المدني حتى مساء أمس من محاصرة النيران التي تهدد خزانات مجاورة ما ينذر بكارثة إنسانية وبيئية. وقال مسؤول الإعلام في المصافي ناصر شايف أن «القصف على المصفاة أصاب أنابيب التوزيع وباحة المصافي ومركبات تابعة للشركة ومنزل أسرة بجوار المصفاة ونتج عنه مقتل امرأة حامل وجرح بقية أفراد الأسرة وبينهم أطفال». ويواصل سكان البريقا، وهي الحي الذي توجد فيه المصافي، العمل مع فرق الدفاع المدني على إخماد النيران. وفي المحور الغربي لمدينة عدن، هدأت الاشتباكات بعد انسحاب الحوثيين وحلفائهم من نقطة مفرق الوهط المخاء باتجاه محافظة لحج المجاورة. وقد سيطر مسلحو «المقاومة الشعبية» على المنطقة بحسب مصادر متطابقة.

وفي غضون ذلك استهدف طيران التحالف بغارات مكثفة قاعدة العند ومعسكر لبوزة ومواقع للحوثيين في محافظة لحج الجنوبية المجاورة. كما ذكرت مصادر من الحوثيين أن طيران التحالف استهدف صباح أمس أيضاً كلية الطيران والدفاع الجوي غرب صنعاء ومعسكري النهدين والحفاء جنوب وشرق المدينة، وهما معسكران تابعان للقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح. وفضلاً عن الغارات تواصلت أمس في مدينتي تعز وعدن المعارك العنيفة بين المتمردين الحوثيين المدعومين بقوات موالية لصالح، ومليشيا المقاومة الشعبية المسنودة بقوات عسكرية مؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي .واحتدم القتال في تعز في محيط مبنى السجن المركزي جنوب المدينة المنكوبة جراء استمرار الصراع المسلح منذ بداية أبريل.
وأعلنت المقاومة الشعبية مصرع 20 مسلحاً حوثياً وأربعة من مقاتليها وإصابة 83 متمرداً في المواجهات المستمرة منذ صباح الاثنين، في حين لقي أربعة مدنيين مصرعهم جراء القصف العشوائي من قبل الحوثيين وقوات صالح على أحياء سكنية في تعز كبرى المدن اليمنية من حيث الكثافة السكانية. وفي عدن، تواصلت المعارك بين الحوثيين والمقاومة الشعبية في شمال المدينة. وأكد مصدر ميداني في المقاومة انسحاب الحوثيين من محيط منطقة «بئر أحمد» باتجاه منطقة «الوهط» في محافظة لحج المجاورة، مشيراً إلى أن المقاومة تواصل «تطهير بقية الجيوب في منطقة بير أحمد بعد أن فرضت سيطرتها خلال المعارك، وتتقدم خلال هذه الساعات في مناطق الشمال».

في غضون ذلك، قتل حوثيان وأصيب آخرون في هجوم مسلح لعناصر المقاومة الشعبية في مدينة الحديدة الساحلية الغربية. كما قتل وجرح مسلحون حوثيون في كمين استهدف سيارة كانت تقلهم في مدينة إب وسط البلاد.
وتواصلت الضربات الجوية لقوات التحالف أمس الثلاثاء واستهدفت تجمعات للحوثيين ومعسكرات موالية لصالح في العاصمة صنعاء وعدد من مدن البلاد. وقصفت مقاتلات التحالف معسكر الحفا، التابع للحرس الجمهوري، في جنوب شرق العاصمة، وكلية الطيران والاستاد الرياضي في شمال المدينة. كما قصفت معسكر لبوزة في محافظة لحج، واستهدفت مواقع للمتمردين الحوثيين في محافظة مأرب شرق البلاد.

الاتحاد