د. فاطمة الصايغ
انتهت نتائج التحقيق في قضية شبح الريم، والتي شغلت الرأي العام لشهور عديدة مضت، وجاء الحكم عادلاً ونزيهاً وطبقاً لما تمليه الشريعة الإسلامية والعدالة الاجتماعية.
حكم الإعدام والذي صدر بحق «شبح الريم» كان رسالة قوية موجهة لكل من يفكر في العبث بأمن الدولة، أو المقيمين على أرضها، أو شق وحدة الصف الوطني، وتهديد التناغم الاجتماعي الذي تتمتع به دولتنا عبر ممارسة الإرهاب أو دعمه وتمويله.
لم يشفع للمتهمة أنها امرأة أو أم أو أنه شهر رمضان الحرام، فتطبيق العدالة التامة واجب من واجبات الدولة في أي زمان ومكان، السن بالسن والعين بالعين والبادئ أظلم، فقد طبقت الإمارات بحق المتهمة العقوبة التي أرادت المتهمة ومارست أنزالها بالآخرين – القتل. هذا الحكم هو رسالة موجهة لكل من تسول له نفسه ممارسة إرهاب الآخرين أو دعم الإرهاب أو تمويله.
إن المتتبع لإنجازات دولتنا يدرك أن الأمن والأمان هما اهم ما تتمتع به، ولهذا خططت المتهمة ومن يقف وراءها على النيل من هذا المنجز على وجه التحديد، وقد صممت المتهمة ونفذت جريمتها القائمة على القتل وانتهاك حرمات الآخرين عبر بث الفزع في نفوس الأبرياء وتهديد أمن الإمارات بأكمله، ولهذا فهي تستحق أقسى أنواع العقوبة – الإعدام – والذي جاء بعد جلسات مطولة وبعد الاستماع إلى آراء الشهود في القضية.
فجاء الحكم متسقاً مع مقتضيات المصلحة العامة ومرضياً للضمير الإنساني وضمير الرأي العام.
أخلاقياً وإنسانياً مارست التنظيمات الإرهابية، والتي تدعي الدفاع عن الإسلام، أقسى أنواع التعذيب والتنكيل بحق المدنيين الأبرياء وشردت وهجّرت الآلاف من بيوتهم ومنازلهم من دون أي ذنب اقترفوه. كل ذلك تحت غطاء الدفاع عن الإسلام ورفع رايته. ما اقترفته تلك التيارات
من جرائم يندى لها جبين البشرية ويدعو المجتمع الدولي إلى وقفة قوية لوقف تلك الممارسات الوحشية عند حدها عبر إجراءات قوية وجريئة. فالحفاظ على أرواح المدنيين والأبرياء هدف إنساني تدعمه كل القوانين العالمية والشرائع الدولية.
هذا الأمر دعا المجتمع الدولي إلى وقفة قوية على الرغم من بعض الصيحات التي كانت تدعو في بعض الأحيان إلى التروي والتأني قبل اصدار الأحكام المشددة ليس رحمة بتلك التنظيمات بقدر ما هو خوف من ردة فعل تلك التنظيمات على أرواح المدنيين والأبرياء الواقعين تحت سيطرتها.
فالخطف والتهديد بالقتل وأخذ الأبرياء أسرى ورهائن كان من أكثر التكتيكات التي مارستها تلك التنظيمات الإرهابية وميليشياتها المسلحة. فما يكاد يمر يوماً دون أن نسمع عن أحكام جائرة مارستها تلك التنظيمات المسلحة في حق المدنيين والأبرياء العزل.
رسالة دولة الإمارات جاءت شجاعة وقوية وواضحة، فهي تحمل دلالات عديدة، فلا تهاون في حماية أمن دولتنا والناس الذين يقطنون في هذه الدولة، ولا رحمة للمتطرفين الذين يطبقون شرائع الغاب. إنها تقول لكل لمن تسول له نفسه العبث بالأمن القومي إنه لا تهاون ولا شفقة في هذا الأمر ولا رحمة لمن سلبت الرحمة من قلبه وعاث فساداً في الأرض.
رسالة الإمارات تحمل دلالة أخرى فهي تقول إن أمن كل مواطن ومقيم هو خط أحمر لا تفاوض عليه ولا تهاون فيه، وإنه لا مجال للعيش بينا لمن يرفض التقيد بقوانين البلد أو شرائعه الاجتماعية أو عاداته وأعرافه.
إن دولة الإمارات اتخذت خطوة جريئة وهي مدركة لجميع ما يترتب عليها، وقلوب الشعب متحدة مع نبض قيادته في كل إجراء تتخذه، فنحن ندرك بأننا نركب جميعاً سفينة واحدة وأن أمن وسلامة تلك السفينة متوقفان على مهارة الربان وحنكته، ولهذا فإن لدينا ثقة كبيرة بسلامة السفينة وبقدرة الربان على قيادة تلك السفينة مهما اشتدت الأمواج وعلت التيارات.
– البيان