أقدم الاحتلال الإسرائيلي على تصعيد غير مسبوق في انتهاكه حرمة الحرم القدسي الشريف، إذ لجأ جنوده إلى استخدام القوة المفرطة في قمع المصلين الفلسطينيين الذين حاولوا الذود عن حمى الحرم في وجه المستوطنين وحراسهم الذين سعوا إلى تدنيس ثالث الحرمين في ذكرى خراب الهيكل المزعوم.. ما دفع السلطة الفلسطينية إلى المطالبة بتحرك عربي وإسلامي عاجل لإنقاذ القدس ومقدّساتها.
وأصيب العشرات من المصلين الفلسطينيين بنيران إسرائيلية خلال مواجهات شهدتها ساحات المسجد إثر محاولة الفلسطينيين صد اقتحام قوات الاحتلال التي أمنت اقتحامات المستوطنين واحتفالاتهم بما يسمى ذكرى خراب الهيكل المزعوم، عبر باب المغاربة، وسط دعوة من مفتي القدس إلى محاكمة سلطات الاحتلال دولياً على جرائمها الخاصة بتدنيس المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين مع التحذير من اندلاع حرب دينية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن المواجهات امتدت خارج بوابات المسجد المبارك في القدس القديمة، أعقبها إغلاق المسجد أمام الفلسطينيين قبل أن تقتحم قوات الاحتلال المسجد لقمع المعتكفين بداخله.
ولفتت إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت المسجد القبلي وألقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع داخل المسجد وتسببت بإصابة عشرات المصلين، خاصة كبار السن، باختناقات حادة، كما ألقت قنابل الغاز في باحات المسجد خلال ملاحقتها للمصلين الذين ردوا برشق الجنود بالحجارة والأحذية
وسقط عشرات الجرحى بإصابات وجروح مختلفة، وحالات اختناق، بعد الاعتداء عليهم بالضرب بالهراوات والأيدي، ورشهم بغاز الفلفل، إضافة الى إصابتهم بشظايا القنابل الصوتية والأعيرة النارية المطاطية التي فتحها عليهم جنود الاحتلال لتأمين اقتحام 253 مستوطناً للمسجد الاقصى، عبر باب المغاربة. واستمرت المواجهات العنيفة في المسجد لمدة ثلاث ساعات ونصف، مع اعتلاء سطحه حيث داس المقتحمون ببساطيرهم (الأحذية العسكرية) سجاد المسجد وتعمدوا اتلاف المصاحف، فضلا عن تخريب بابه.
وتبادل المتطرفون وجنود الاحتلال الأدوار في الاعتداء على المصلين من كبار السن والنساء –الذين كانوا داخل الأقصى منذ صلاة الفجر. واعتدت قوات الاحتلال بالضرب على حراس المسجد الأقصى مرات عدة وفي مواقع مختلفة (باب السلسلة وباب المجلس). كما منعتهم من المكوث في بعض المناطق والساحات لتأمين سير المستوطنين المقتحمين للأقصى.
وقبل هذا كله وفي إجراءات تمهيدية لتنفيذ هذا الاقتحام الذي دعت إليه «منظمات الهيكل» ورافقه اعتداء بشع، كانت قوات الاحتلال فرضت منذ الفجر قيودا على دخول المصلين الى المسجد الأقصى المبارك، ونصبت حواجزها الحديدية على أبوابه، ومنعت الرجال ممن هم دون الـ50 عاما من دخوله، واشترطت على النساء وكبار السن ترك هوياتهم على الأبواب، وقبل أن تدق عقارب الساعة الـ6:30 صباحا أغلقت الأبواب بالكامل ومنعت كافة المصلين من دخول المسجد.
– البيان