نورة السويدي
يمكن أن نطلق على الحكومة التي يترأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» بأنها الحكومة التي لا تعرف الراحة، ففي منطق سموه من أراد الراحة فليجلس في بيته، ولا عذر لمقصر في طريق هدفه ليس النجاح فقط، وإنما التميز. ومن هنا كان سموه ولا يزال مراقباً يومياً لحراك الحكومة والوزارات ومدى قربها من تطبيق الاستراتيجية التي وضع نهجها سموه، وفتح الأبواب فيها أمام الإبداع وأوصدها أمام من يعشق الحلول الجاهزة.
هذا المنطق المتسامي على النهج الروتيني الجامد، أصبح طابعاً نفخر به في خدمات حكومتنا وخطط دولتنا الحديثة، التي تطمح باستمرار نحو العالمية بنتائج لافتة للنظر، لا تؤمن بالحسابات البسيطة وإنما تتعامل مع الأرقام والمتغيرات والمعطيات بمعادلة ثابتة واحدة قوامها أنه لا يوجد مستحيل في أعين الطامحين، ولا يوجد ممكن في قلوب الفاشلين.
نفخر بأن يكون على رأس حكومتنا رجل يؤمن بتقييم وتحديث خطط العمل الحكومي وأولوياته بشكل دوري من أجل تحقيق أفضل النتائج التي تتوافق مع طموحنا في الوصول إلى المراكز الأولى عالمياً، ولا يرضى بالنجاح في خدمة المجتمع حتى يلحقه بنجاح آخر، ولا يكتفي بقمة حتى يقفز منها إلى قمة أخرى، ولا يقنع بتميز حتى يطمح إلى تميز أبعد، وما يطرب في هذه المنافسة أنها في خدمة المجتمع، وراحة أبناء الإمارات والقاطنين على أرضها المعطاء، فالحكومة تسابق الزمن لإرضاء المواطن، ورئيسها مهموم بقضايا الوطن والمواطنين ويعمل بدأب وعزيمة صلبة وإرادة لا تلين.
لا عذر لمقصّر كلمة أطلقها سموه لدى استعراضه نتائج مؤشرات الأداء الخاصة بـ45 جهة حكومية اتحادية، مخاطباً جميع الوزراء في حكومته، بعد أن وضع بين أيديهم إمكانية متابعة مؤشرات أداء وزاراتهم عبر الهاتف المحمول، ليقفزوا بعطائهم إلى التميز. ولا عذر لمقصر رسالة ينقلها سموه إلى كل من يعمل على أرض هذا الوطن ويريد رفعته، ولن يشفع له أن يرضى لوطنه بأقل من المراكز الأولى.. ولا عذر لمقصر يقولها سموه للعالم بأننا على طريق التميز نخطو خطوات كبيرة، ولن نكون بعد اليوم إلا حيث يقف طموحنا، وطموحنا يعانق النجوم.
ليست أمنيات جوفاء، ولكنها واقع ملموس نعيشه ويعيشه العالم معنا لحظة بلحظة، لأننا نعمل لوطننا وأرضنا ومستقبلنا، ولا وقت لدينا للترهات، والمناكفات الجوفاء، ودولتنا الرشيدة بقيادتها المخلصة علّمتنا نهجاً ناجحاً وهو أنها تعمل كثيراً وتتكلم قليلاً، وهي تؤمن بأن العمل أولاً وقبل كل شيء ما دامت الرؤية واضحة والهدف محدداً والتخطيط سليماً وواقعياً، في حين أننا نرى الكثير من الحكومات لا دأب لها سوى الكلام، وإن فعلت فإنما تفعل ما يرهق أبناءها ويزيد تراجعهم وجمودهم.
في لقائه الأخير لمتابعة مؤشرات الأداء لحكومته ركز سموه على ثلاثة أركان خدمية وأساسية في بنية المجتمع هي التربية والتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية بوصفها من الجهات الخدمية الحيوية، لأنه يعلم أنها أنجح الأركان في تثبيت دعائم البنية التحتية وبناء المستقبل، وما نشاهده من استكمال البنية التحتية أهّل الإمارات لتكون واحدة من الدول الريادية على مستوى العالم.
نعمل معاً لرفعة دولتنا لأننا على يقين بإخلاص من يتولى أمرها، ونحمي ترابها بكل ما نملك لأننا نعلم بأننا نحمي ما هو أغلى من أنفسنا، ونقدر جهود المخلصين ممن يعملون في وطننا لأننا نرى ثمار إخلاصهم ويرى ذلك العالم من حولنا.
– البيان