لعبت دولة الإمارات دوراً مهماً وبارزاً من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها في محافظة عدن في اليمن منذُ تحريرها وخروج ميليشيات الحوثي منها، حيث ساهمت الدولة بشكل كبير في توفير الخدمات الأساسية للمدن المتضررة بهدف عودة النازحين الى ديارهم وحصولهم على الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم بعد أن كان للإمارات دور بارز ومهم في عملية تحرير محافظة عدن والمحافظات المجاورة ضمن التحالف العربي، في وقت قال وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي د. قرقاش إن الإمارات تضحي من أجل استقرار اليمن والخليج.
تأهيل المطار
ومنذُ الساعات الأولى لتحرير محافظة عدن، كان لدولة الإمارات جهود كبيرة في إعادة تأهيل مطار عدن الدولي ليعود لاستقبال طائرات الإغاثة والطائرات المدنية، حيث أرسلت فريقاً متكاملاً للبدء في صيانة المطار عبر عدد من المراحل شملت المرحلة الأولى صيانة مدرج المطار وإصلاح الأضرار التي لحقت فيه بسبب الحرب، وكذلك توفير برج مراقبة متنقل، وتوفير الأجهزة الضرورية التي يحتاجها المطار للعودة للعمل مجدداً. كما تم تزويد المطار بعدد من سيارات إطفاء الحرائق وشاحنات تعبئة وقود الطائرات وغيرها من المستلزمات التي يحتاجها المطار للعودة الى العمل.
المرحلة الثانية
وقال مصدر مسؤول في مطار عدن لـ«البيان» إن المرحلة الثانية لإعادة تأهيل المطار ستبدأ قريباً وتتضمن إعادة تأهيل صالات المطار، وتوفير أجهزة فحص حقائب السفر وكل ما تحتاجه الصالات الداخلية من مستلزمات لتعود للعمل، وذلك ليكون المطار جاهزاً لاستقبال الرحلات المدنية والتجارية خلال الفترة المقبلة، وكل ذلك بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
الأمن والشرطة
وتلعب الإمارات دوراً حيوياً وبارزاً في إعادة الأمن والاستقرار لمحافظة عدن كأولوية مهمة لتطبيع الحياة في المدينة، حيث تسببت الحرب في انهيار شامل للجهاز الأمني، وتم نهب المقار الأمنية وسيارات الشرطة والدوريات من قبل الانقلابيين.
ولإعادة الجهاز الأمني لدوره الطبيعي، تقوم الإمارات بدور كبير في هذا المجال، حيث تكفلت بإعادة أقسام الشرطة للعمل من خلال أعمال الصيانة لأقسام الشرطة وتوزيع سيارات الدوريات والأطقم العسكرية على كافة مراكز الشرطة. وتم البدء في التوزيع الفعلي لسيارات الشرطة بحفل أقيم في مدينة البريقا عبر تسليم عشر سيارات دفعة أولى من أصل مئة تعهدت الإمارات بتوفيرها للجهاز الأمني في المدينة، حيث حضر حفل التدشين محافظ عدن نايف البكري الذي شكر دولة الإمارات على جهودها الكبيرة في عملية تطبيع الأوضاع هناك.
وأشاد مدير مكتب الرئاسة اليمنية محمد مارم بدعم دولة الإمارات في مجال الأمن، وقال إن أقسام الشرطة ستكون جاهزة للعمل خلال الأسبوع المقبل بفضل المساعدات التي قدمتها الإمارات في هذا المجال. وأضاف انه سيتم تأهيل أربعة مراكز للدفاع المدني في مديريات المحافظة، حيث سيتم تزويدها بسيارات إطفاء حديثة بالإضافة الى عمل صيانة للمباني في هذه المراكز.
قطاع الكهرباء
أما في النواحي المعيشية، فاعتادت عدن حتى قبل اجتياح ميليشيات الحوثي وصالح لها على المعاناة من مشكلة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. وزادت هذه المعضلة خلال فترة الحرب مع تدمير ميليشيات الحوثي وصالح عدداً من محطات الكهرباء لا سيما في المدن التي سيطرت عليها وهو ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن هذه المدن بشكل كامل وتدمير محطات التوليد وخطوط نقل الكهرباء، لتضاف معاناة جديدة للأهالي في عدن كانت ستؤجل عودتهم الى المناطق المحررة. ولكن بفضل الجهود الإماراتية المتسارعة، وُضعت حلول عاجلة وسريعة لإعادة التيار الكهربائي الى هذه المدن وإصلاح خطوط نقل الكهرباء.
وبحسب مصدر في مؤسسة الكهرباء بعدن، وفرت الإمارات العربية المتحدة طاقة كهربائية مقدارها 54 ميغا بكلفة 68 مليون درهم إماراتي، وتم شراء 11 ميغا بكلفة 36 مليون درهم، كما تم دفع مبلغ ستة ملايين دولار كمتأخرات كانت مستحقة على محطة خور مكسر وإضافة مبلغ 1.3 مليون دولار رصيد إضافي للمحطة.
وكذلك، تم دفع مبلغ وقدره ثمانية ملايين دولار قيمة إيجار محطة كهرباء من نوع «آيه.بي.آر» وكذلك تم دفع إيجار عام كامل مقدماً لهذه المحطة.
شبكة المياه
وفي قطاع شبكات المياه، تعهدت دولة الإمارات العربية بدفع رواتب موظفي مؤسسة المياه بعدن لمدة ستة أشهر من أجل عودتهم للعمل وصيانة المضخات وأنابيب المياه، وهو ما تم بالفعل، حيث عادت المياه الى معظم الأحياء السكنية حتى في المدن التي تعرضت إلى التدمير.
وتعهدت الإمارات بشراء كل ما يحتاجه صندوق النظافة في عدن من سيارات وأحواض جمع القمامة، وهو ما أسهم بشكل كبير في عودة عمال النظافة الى العمل من جديد والبدء في تنظيف الشوارع ورفع مخلفات القمامة التي تكدست طوال فترة الحرب.
التعليم والصحة
وبهدف استئناف الدراسة في موعدها، قدمت الإمارات مبلغ 10.7 ملايين دولار دعماً لاحتياجات التعليم في محافظة عدن والمحافظات المجاورة. وفي مجال القطاع الصحي، تم تسليم المستشفيات ما يقارب 15 طناً من الأدوية، بالإضافة الى أجهزة خاصة بالغسيل الكلوي. كما دعمت الإمارات فتح أقسام خارجية لمرضى السكر والربو والسرطان.
تضحية
من جهته، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي د. أنور قرقاش أن الإمارات تضحي من استقرار اليمن والمنطقة ومن أجل ردع الطائفية، معتبراً أن الهجوم على الدولة هو بسبب مواقف العزة التي تقفها.
وقال د. قرقاش في تغريدات على «تويتر»: أثبتت أزمة اليمن أن الشقيق والصديق لن يجد قيادة ووطنا كالإمارات، ثقة ومصداقية كسبناها بتضحية وشهادة أبنائنا، وأما الزبد فيذهب جفاء. وأضاف: هل يستوي الطيب والخبيث: حين يضحي شهداؤنا في تحالف العرب بدمائهم الزكية لردع هيمنة طائفية على اليمن، وحسابات وهمية قريبة تنال منهم ومن وطنهم.
وأردف في تغريدة أخرى: هل يستوي الطيب والخبيث: أبناء الإمارات يقفون وقفة العز والتضحية في سبيل استقرار اليمن والخليج، وحسابات وهمية قريبة تطال وطنهم وقيادته.
ورأى د. قرقاش أنه: لعل استمرار الهجوم على الإمارات سببه أن القزم اكتشف أنه قزم، والحزب عرف أنه من الماضي ويعود إليه، وأن الشجاعة والتضحية فوق المال والإعلام.
وتساءل معالي الوزير: لمصلحة من استمرار تهجم العديد من الحسابات الوهمية على الإمارات؟ لمصلحة من الإشاعات الكاذبة ضد الإمارات؟ هل هو الخوف من النموذج والمصداقية؟
وأشار إلى أن: الإمارات تطرح نموذجا ناجحا، وحياة جاذبة للشباب العربي، فرص النور والأمل وتجربة تتحدث لغة المستقبل، ولعله سبب حقد من يروّج للماضي وفشله.
القصور
وصل فريق من الإمارات الى عدن الأسبوع الماضي بهدف الوقوف على حجم الأضرار التي لحقت بالقصور الرئاسية الموجودة بعدن، بهدف دراسة ما تحتاجه هذه القصور لإعادة إعمارها.
– البيان