الفجيرة نيوز- اختتمت الدورة التدريبية الرابعة لبناء القــــدرات العربية في مجال التراث الثقافـي غير المادي و التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم جلساتها أمس في أبوظبي ، تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان و شارك فيها ما يزيد عن 80 شخصا من خبراء ومتخصصين في مجال التراث من 16 دولة على مستوى الوطن العربي، تحت عنوان “الأطر المؤسساتية لصون التراث الثقافي غير المادي في البلدان العربية”.
وتناولت جلسات اليوم الأخير عدة محاور رئيسية كان على راسها الأسس القانونية لحماية التراث التي قدم لها وأشرف على مناقشاتها الدكتور وحيد الفرشيشي وتناولت تجارب الدول العربية المشاركة من حيث توافر القوانين والتشريعات لحماية التراث الثقافي غير المادي، إضافة إلى دور القوانين العرفية فيما يخص التراث، أهم المباردات العربية في هذا الاتجاه.
كما تناولت جلسات اليوم الاخير البحث في إيجاد إدارة مؤسسية حكيمة لصون التراث الثقافي غير المادي في الوطن العربي وأشرف عليها الدكتورة حياة القرمازي مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للثقافة والعلوم والدكتور هاني هياجنة واتسمت الجلسة بالحيوية في طرح واستخلاص أفضل التجارب لدى الدول العربية ومحاولة الاستفادة منها بما يناسب السياق الإجتماعي والثقافي والسياسي العام في الدول العربية، حيث رصدت الورشة عشرات التجارب العربية مسلطة الضوء على ما تعانية هذه التاجارب من تحديات، وما لها من إيجابيات يمكن التاسيس عليها في المرحلة المقبلة.
و على صعيد متصل تناولت الدورة التدريبية الرابعة لبناء القــــدرات العربية في التعريف بالهدف من تنظيم الورشة والتعريف بالمشاركين ودور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ثم قدم بعد ذلك الخبير التراثي عبد العزيز المسلم مؤسسات التراث غير المادي في دولة الإمارات العربية المتحدة بالشارقة نموذجاً كما تناول المحور الاول تشخيص بالواقع الحالي و التعريف بالأطر المؤسساتية والإدارية الحكومية والأهلية للتراث الثقافي غير المادي في الدول العربية وحصرها و ما هو دور المؤسسات والهياكل التنظيمية الموجودة في مجال صون هذا التراث وما الذي تم إنجازه إلى الآن وفقا لاتفاقية 2003 وخاصة فيما يتعلق بقوائم الجرد وعدد الترشيحات التي تمّ تقديمها لليونسكو قدمها كل من الدكتور هاني هياجنه خبير التراث والدكتورة أني ثابت طعمه خبيرة التراث .
وركز الورشة على تشجيع الدول العربية على ووضع تصور لحث الدول العربية على دعم المؤسسات المعنية بالتراث الثقافي غير المادي بالأطر القانونية والكفاءات الوطنية والحوافز ، ووضع تصوّر لتفعيل الشراكة بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني والجماعات المحلية والكنوز البشرية الحيّة كما تم شرح دور المؤسسات القائمة على تحديد عناصر التراث الثقافي غير المادي وحصره وصونه وإدارته لخطط التنموية وعلاقتها بالتراث الثقافي غير المادي كما تم تناول دور مؤسسات الإعلام وتكنولوجيا المعلومات في صون التـــراث الثقافي غير المادي.

كما سلطة الورشة العربية الضوء على مراكز البحث والتوثيق والمتاحف ودورها في صون التراث الثقافي غير المادي، وقام كل من الدكتور هاني هياجنه والاستاذ شاذلي العنابي بشرح أبعاد وافاق تشجيع هذه المراكز في حماية الكنوز البشرية وتسهيل عملية نقل التراث إلى الاجيال القادمة.
كما قامت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع مساء أمس بتنظيم زيارة ميدانية للمشاركين في الدورة التدريبية الرابعة لبناء القــــدرات العربية لجزيرة السعديات للتعرف على أهم المفردات التراثية والتاريخية في الدولة بالإضافة لزيارة جامع الشيخ زايد الكبير.
وفي ختام الجلسات تم تشكيل لجنة لصياغة البيان الختام والتوصيات لهذه الورشة لرفعه للجهات العربية حتى يتم الاستفادة منه في المرحلة المقبلة
وأكدت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أن دول الإمارات العربية المتحدة من اولى الدول على مستوى الوطن العربي التي أولت تراثها الثقافي بجميع أنواعه ومحتوياته المادية وغير المادية أهمية خاصة و عناية متميزة لما له من أهمية ودور رئيسي في النهضة الحالية بالحياة الفكرية والفنية والإبداعية، مؤكده على اعتزاز جميع الإماراتيين بتراثهم المتأصل والممتد عبر مختلف العصور والأجيال، والذي يبرهن على مشاركة الإنسان الاماراتي في بناء الحضارات وترابطه مع مختلف الثقافات المحيطة.
وأوضح الوفد الإماراتي المشارك في الجلسات ان التراث بمختلف اشكاله وأنواعه المادية وغير المادية ثروة وطنية بما يحتويه من ذاكرة الأمة، فالتراث الثقافي بمكوناته جميعها هو الذي يكون هوية الأمم، والتي بدونها تفتقر إلى خصوصيتها التي هي حافزا أساسيا للنهضة فالأمم التي ليس لديها تراث عريق لديها صعوبة للتطور، لافتقارها إلى تاريخ تؤسس عليه كي تبني عليه مستقبلها الحديث و الحمد لله الإمارات من الدول التي لديها تاريخ كبير يستطيع ان يبنى عليه حاضر ومستقبل مشرق.
كما نقل الوفد الإماراتي تحية وتقدير معالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للدعم الذى تقدمه لصون التراث الثقافي غير المادي مثنياً على كافة الجهود التي تبذلها المنظمة للحفاظ علي التراث الثقافي للوطن العربي كما نقل شكر معاليه للجامعة العربية والجمعية العمومية للتراث الثقافي غير المادي و لجميع المشاركين في الدورة من داخل وخارج الدولة على حضورهم متمنياً للجميع مشاركة ناجحة ومميزة في حضور نخبه من الخبراء العالمين في مجال التراث والحفاظ عليه.
ومن جانبهم ثمن خبراء التراث العرب المشاركون في الورشة جهود وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في تنظيم هذه الورشة والإعداد لها وعلى رأسها معالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الذي يقدم نموذجا للقيادي المهتم بتراث وثقافة وطنه وأمته باعتباره اللبنة الأولي في دعم وتعزيز الهوية الوطنية العربية.