فضيلة المعيني
على الرغم من خيوط الشر التي يحيكها البعض ضد الشقيقة المملكة العربية السعودية في الظلام والسر والعلن، لأحقاد دفينة في أعماق نفوسها السوداء، إلا أن العين لا تخطئ جهوداً مضنية تبذلها، واستعدادات مبكرة وواسعة تقوم بها السلطات من أجل حج سهل وهين، ومن أجل راحة ضيوف الرحمن الذين يفدون إلى بيته العتيق من كل فج عميق.
ليست جهوداً كبيرة وأموالاً طائلة تنفق في موسم الحج بذاته، بل إن التوسعات التي تشهدها مرافق الحرمين، والمشاريع العملاقة التي كلها تسير في هذا المنحى، تهدف إلى توفير أقصى الخدمات ينعم بها الحاج منذ لحظة وصوله إلى الديار، مروراً بأدائه المناسك، وحتى مغادرته أراضي المملكة، فرحاً سعيداً بما لاقاه من إجراءات على كل المستويات والقطاعات، التي تسخر عشرات الآلاف من أجل أمن وأمان وسعادة الحاج، ولا ينال من كل تلك الجهود، الممارسات المغرضة لجهات ملأها الحقد والضغائن، فأخذت تنفث سمومها وسهامها ضد المملكة وقيادتها.
إن نهج المملكة العربية السعودية واضح في الوقوف مع الحق والأشقاء منذ القدم، والتاريخ يذكر ويشهد لها مواقف لا تنسى، وإن حاول البعض نسيانها أو تناسيها، فالحق يبقى حقاً والباطل باطلاً، هي الشمس التي لا تختفي، وإن حاول البعض حجب جزء منها، تظل ساطعة بنورها ودفئها وأشعتها التي تفيض على الكون روحاً وحياة.
وسيبقى الحجيج على الدوام في أيد أمينة، ترعاهم يد الرحمن، وتحرسهم عينه التي لا تنام، فليس هناك على وجه الأرض من هو أولى برعاية الحرمين وبيوت الرحمن فيها، ولا أجدر ولا أكفأ من المملكة العربية السعودية، فالأرض والسماء والخلق يشهدون لآل سعود الكرام، هذا الفضل وهذا الشرف وهذه الرعاية.
لتبقى الدعوات الضالة التي يطلقها البعض في محاولات يائسة للنيل من هذا الاستحقاق، دعوات باطلة، ومطالب أكبر منها حري بها أن تخجل من نفسها ولا تطالب بها، وستبقى للحرمين وبقية المقدسات حرمتها التي لا يجل قدرها إلا المؤمن الخالص، الذي أسلم وجهه لله، بعيداً عن مطامع دنيوية وأحلام التمدد بأي ثمن، حتى وإن مرت على أجساد المسلمين، حتى وإن زعزعت أمنهم وقضت على استقرارهم، ماضية نحو الغاية التي تبررها الوسيلة، مهما كانت قذرة، ومهما أريقت فيها وسالت دماء المسلمين.
البيان