الفجيرة نيوز- محمد مصطفى
استأنفت أعمال ملتقى الفجيرة الإعلامي ، في يومه الثاني ، بافتتاح الجلسة الثالثة التي حملت عنوان “التنوير في الإعلام المرئي “تجارب ورؤى “وأدار الجلسة الباحث العراقي الدكتور ياس البياتي ، التي استهلها بالحديث عن عملية التنوير في الصحافة العربية ودورها الكبير في نشر الوعي بين الجمهور مشيراً إلى اتخاذ بعض وسائل الإعلام اتجاهات خطيرة لم تخدم المجتمع بل سعت إلى تهديمه .
وافتتح الشاعر المصري أحمد الشهاوي ورقة عمله ، باستعراض سريع ومبسط لدور صحيفة الأهرام في عملية التنوير منذ تأسيسها ، واضعاً مقارنة في الدور التنويري الكبير الذي اقيم في فترة الستينيات من القرن الماضي والوقت الحالي .
وأكد الشهاوي انه لا يمكن ان يوجد تنويرٌ يصوغ المجتمع ويقودُه ، في ظل غياب صحافةٍ حرّة ، أو في تقييد لحرية التعبير ، أو في تكبيلٍ لقادة الرأي من الكتَّاب والصحفيين بقوانين جائرةٍ من شأنها أن تُشلَّ قلمه ، وتحدَّ من حرية الكلام على الورق .
وأكد الشهاوي أن التنوير الحقيقي لا يتشكَّل في بوتقة أيادٍ مرتعشة رمادها أكثر من نارها، مشدداً على أن غياب التنوير، سيؤدي إلى عدم مواكبة الحضارة ، والحداثة في العالم
وأضاف الشهاوي إنه في هذه الحال المُوجعة والمُثيرة للشفقة والأسى لابد إذن من خلق خطابٍ تنويريٍّ جديدٍ يهدف إلى التحرُّر من الظلام الديني الذي يشيعه ويشعله تجَّار الدين ، يتأسَّس على المُنجز المعرفي الذي خلقته وراكمته الأمَّة على مدار تاريخها ، وصياغة الخطاب القديم بعد إستئصال زوائده التي لا لزوم لها ، ولا فائدة تُرجى منها ، وترميم أركان العقل ، وحُجرات النفس .
واستعرض الشهاوي الاعلام الاجتماعي كأداة لبروباغندا العنف والتطرف ، و قال : “سعت الكثير من دول العالم من خلال مؤتمرات تحققت في المنطقة العربية والبلدان الاسلامية، وكذلك في منتديات دولية غربية لتشديد الرقابة على الإنترنت،وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي التي شخصت بانها النافذة الفاعلة للجماعات المسلحة والمتطرفة، وقدمت عبر هذه الفعاليات مقترحات لتعزيز التعاون بين الدول لمكافحة الإرهاب الإلكترونى، واغلب آراء الباحثين سواء المختصين بشؤون الجماعات المتطرفة او معلومات متوفرة لدى الحكومات عبر اجهزتها الاستخباراتية أنصبت على أن كثيرًا من الأحداث الأمنية المؤسفة التى وقعت مؤخرًا فى العديد من بلدان العالم، استغلت وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وانه يجب اخضاعها للمراقبة و الى الحجب لقطع الطريق على تلك الجماعات المتطرفة.
بدوره تناول رئيس تحرير صحيفة الخبر العراقية الدكتور فاضل البدراني في ورقة عمله التجربة العراقية ودور الإعلام العراقي في مستقبل التنوير مؤكداً أن الاعلام وقع ضحية،
وأشار إلى وجود سياسة تلغيم أعلامي وفكري واسعة النطاق منذ عقود من الزمن، و ساهمت الجهات الخارجية في رسم سيناريوهات أعلامية خطيرة الهدف منها خلق حالة من التشظي والتفكيك والتجزئة لمكوناته وإثارة فكرة المطالبة بحقوق الطائفة او العرقيات او المجموعات او العشائرية على حساب ضياع الهوية الوطنية العراقية الجامعة.
من جانبه استبعد رئيس تحرير تلفزيون فرانس 24 عثمان تزغارت ربط الاستبداد بالتنوير لأنهما مختلفا القطب لا يمكن أن يلتقيا مشدداً على تجديد مفاهيمنا التي رسخت الفكر الصحيح الذي يقوم على العدل والمساواة وعدم نبذ الآخر واحترام الرأي الاخر وعدم الابتعاد الى مفاهيم ضيقة لا تكرث الا التطرف والاستبداد
وانتقد تزغارت التجارب العربية الحديثة في الإطار التنويري والتي انجرت وراء التكنولوجيا الحديثة للغرب ، ونسيت تطوير العقل العربي والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة ، من خلال ابتعادها عن الغيبيات، مشيراً إلى أن فكرة التنوير تتعارض مع الفكر الديني المتطرف ، بحيث الخطاب الديني لا يمكن أن يكون إلا دوغمائياً وليس لديه أي مرونة في تقبل الاخر .