محمد الحمادي

لم يكن اللقاء الذي ظهر فيه الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح على قناة تتبنى النهج الإيراني موفقاً، وبمجرد أن انتهى الحوار، تبين للجميع أن فرصة إعلامية أخيرة أتيحت لـ «عفاش» كي يعيد ترتيب أوراقه والأوضاع التي كان سبباً في خرابها إلى وضعها الصحيح، وكان البعض يأمل أن يكون خطاب «عفاش» وحواره ومنطقه مختلفاً وبعيداً عن المكابرة والعناد، وأقرب إلى الواقع والحقيقة، وإنْ كانا مرين عليه، لكنه خيب ظن أولئك البعض.

وكان هدف حوار الخاسر المهزوم واضحاً في أجوبته، فتركيزه كان منصباً على الضرب في المملكة العربية السعودية بشكل مباشر، واللعب على حبل العلاقات بين الإمارات والمملكة، ولكنها كانت محاولة فاشلة، فلم يكن موفقاً ولا مفيداً، وكان يجدر به الابتعاد عن حوار التناقضات الذي استمر لأكثر من ساعة.
لم ننس المشهد قبل خمسة أشهر، عندما ظهر المخلوع شاهراً سيفه في وجه الجميع، ساخراً من المجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة والمبادرة الخليجية، وماضياً في غيه، وفي حربه المدمرة ضد الشعب اليمني، أما ظهوره أول من أمس الذي كان مختلفاً تماماً، فقد ظهر أشعث أغبر زائغ البصر منهكاً، ما يؤكد أن خطابه الذي ألقاه على من لا يستمع إليه ولا يكترث له، كان خطاب النهاية.

«عفاش» يلعب في الوقت الضائع، وبدا متراجعاً عن كل عنترياته السابقة، فقد تبرأ تماماً من حلفائه الحوثيين والمقاول الإيراني، وأبدى استعداده لقبول قرارات الشرعية الدولية والمصالحة، ولكن من يصدق «عفاش»، ومن يثق بكلامه ووعوده والتزاماته؟

يجب أن يدرك المنقلبون على الشرعية في اليمن، أنهم خرجوا من المعادلة السياسية، ولم يعد العالم ينتظر مبادرات أو مقاربات منهم، ولم يعد أمام «عفاش» والحوثي ومقاولهم الفارسي إلا الاعتراف بالهزيمة، وكان هذا روح اللقاء التلفزيوني الأخير لـ «عفاش»، لكنه بحاجة إلى أن ينطق به، ويذعن للشعب اليمني ولمطالبه وأحلامه ولحقوقه التي ضيعها وتلاعب بها طويلاً.

«عفاش» خسر كل شيء، ولم يعد أمامه من سبيل سوى الإقرار بالهزيمة صراحة وعلناً، فلا يمكن للشعب اليمني المنتصر أن يغفر أو حتى ينسى لـ «عفاش» والحوثي ومقاولهم الإيراني تلك الجرائم النكراء ضد الإنسانية، لا يمكن للضمير الإنساني أن يتجاوز عما اقترفته أيدي «عفاش» والحوثي من جرائم الحرب البشعة، وقتل الأطفال والنساء، وتدمير البنية التحتية في اليمن السعيد الذي جعله «عفاش» تعيساً، لا يمكن نسيان مليارات الدولارات التي استنزفها صالح من دماء الشعب اليمني، وراح يكدسها في حساباته المصرفية، وينفقها على العصابات الإرهابية، إنه سجل أسود ملطخ بدماء أبناء اليمن، ولا يمكن أن ننسى شهداءنا الأبرار الذين تلطخت يداه بدمائهم، ولا ثأر لهم إلا النصر المبين، واستعادة شرعية اليمن كاملة، والقصاص العادل من «عفاش» والحوثي ومن معهم.

*يجب أن يدرك المنقلبون على الشرعية في اليمن أنهم خرجوا من المعادلة السياسية، ولم يعد العالم ينتظر مبادرات أو مقاربات منهم، ولم يعد أمام «عفاش» والحوثي ومقاولهم الفارسي إلا الاعتراف بالهزيمة

*لا يمكن للضمير الإنساني أن يتجاوز عما اقترفته أيدي عفاش والحوثي من جرائم الحرب البشعة، وقتل الأطفال والنساء، وتدمير البنية التحتية في اليمن السعيد الذي جعله عفاش تعيساً

الاتحاد