أوقفت وزارة التربية والتعليم معلما عن العمل وحولته إلى إدارة الشؤون القانونية للتحقيق معه فور انتشار فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر المعلم وهو يعتدي بالضرب على طالب في المعهد الإسلامي بعجمان، وهو ما أثار استياء الكثيرين، فيما أكدت شرطة عجمان حدوث الواقعة مع عدم فتح بلاغ من قبل ولي أمر الطالب.

وتفصيلاً، أكد معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، أن التعليم الذي نطمح إليه في الدولة يستند في جوهره إلى ترسيخ مبدأ يعد ركيزة مهمة يتمثل في الاحترام المتبادل بين المعلم والطالب، ونشر المفاهيم التربوية والقيم الأخلاقية الأصيلة لجعلها ميزة وسمة أساسية تسود أركان المجتمع المدرسي، مشددا على أن غرس هذه الأخلاقيات بين النشء مطلب ضروري، وبدورها ترفض الوزارة كافة أشكال الأساليب التربوية غير الحديثة والعقاب البدني، وتنبذ السلوكيات المنافية لتقاليد وعادات مجتمع دولة الإمارات الرفيعة، التي تشكل هيئة وطبيعة التعامل والعلاقة المتزنة بين المعلم والطالب.

وقال الحمادي تعقيباً على مقطع الفيديو الذي انتشر أمس في وسائل التواصل الاجتماعي أن هذا المقطع لا يعد مقياساً للأجواء التعليمية السائدة في مدارسنا، وهي حالة فردية نأسف لحدوثها ونرفض ونؤكد على أهمية عدم تكرارها.

وأضاف معاليه أن العلاقة المتزنة التي نطمح إليها بين المعلم والطالب، تلك التي لا يشوبها أي تداخلات استثنائية لا تمت للعملية التربوية بأي صلة،لما لها من آثار سلبية جمة، سواء على المعلم او المتعلم، لذا نؤكد على رفض الضرب أو أشكال العقاب البدني كافة كوسيلة لتصحيح مسار الطالب إذا أخطأ، لافتاً إلى أن ثمة وسائل تربوية حديثة تكفل تحقيق هذه الغاية بعيداً عن أي انتهاكات نرفضها، وتمليها علينا رسالة المعلم السامية في تشكيل وعي الطالب وخلق أجيال واثقة بذاتها، مؤمنة بهويتها الوطنية، منتمية لهذا البلد المعطاء الذي يقدم لأبنائه ما لا تقدمه أي دولة أخرى في العالم.

ونوه معاليه بضرورة معالجة الأخطاء التي تبرز أحياناً من قبل الطلبة بحكمة وعقلانية، ولا نسمح بتاتاً بأي اساءة كانت بحق الطالب من أي جهة كانت، وفي الوقت ذاته يتعين على المعلم والطالب التقيد بلائحة سلوك المتعلمين بحذافيرها، والتي بدورها تضمن آليات ضبط هذه العلاقة بشكل أكثر اتزاناً.

وأفاد بأن وزارة التربية أوقفت المعلم الذي ضرب الطالب وفق مقطع الفيديو المتداول، مؤكداً أن الوزارة شكلت لجنة للتحقيق في الواقعة لمعرفة ملابساتها وحيثياتها، وفي الوقت ذاته سوف تتخذ الإجراءات التربوية القانونية المتبعة وبشكل غير قابل للتساهل أو غض الطرف عن المخطئ، لتحقيق أقصى غايات الاستقرار في مدارس الدولة.

وذهب معاليه إلى ضرورة أن يعي الطلبة كيفية التصرف في مثل تلك الحالات والابتعاد عن التصوير الذي فيه تجاوز على خصوصية المدرسة وعناصرها كافة، وأيضاً معرفة كيفية الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي، وأن لا تتخذ كمنصة لنشر مقاطع فيديو أو عبارات مسيئة لأي طرف كان، وأن اللجوء إلى أصحاب الاختصاص في مثل تلك المواقف سواء الإدارة المدرسية، أو مخاطبة وزارة التربية بشكل مباشر يعدان الوسيلة الأصح لحفظ حقوق الجميع.
وأوضح معاليه أن وزارة التربية عممت أخيراً لائحة سلوك المتعلمين على مدارس الدولة الحكومية والخاصة التي تتبع الوزارة، بصيغتها الجديدة والعصرية الملبية لطموحات الميدان في توثيق العلاقة التربوية الأصيلة في المجتمع المدرسي، وتحقيق غايات الوزارة في حفظ استقرار مجريات الدراسة بحيث تكون خالية من أي منغصات أو اشكاليات أو سلوكيات تتعارض مع مفهومنا للوصول إلى مدرسة اماراتية تتكامل فيها العناصر التعليمية والتربوية، كونهما تعدان ركيزتان لا يمكن فصل احداهما عن الأخرى.

وقال علي حسن الحمادي مدير منطقة عجمان التعليمية ان الواقعة المؤسفة للاعتداء على الطالب حدثت في المعهد الإسلامي بعجمان، وعلى الفور تم إيقاف المعلم عن العمل وتحويله إلى الشؤون القانونية في وزارة التربية والتعليم للتحقيق في الواقعة، كما أن المعلم لم ينكر الواقعة.

واكد مدير منطقة عجمان التعليمية على أهمية تعامل المعلم بأسلوب تربوي مع الطلاب وعدم التصرف بهذا الأسلوب المرفوض، كما كان يتوجب على المعلم اللجوء إلى إدارة المدرسة لحل أي اشكالية تبدر من طالب، وليس هنالك حق للمعلم أن يتصارع مع طالب ويضربه بهذه الطريقة، مشيراً إلى أن المنطقة في انتظار نتيجة التحقيق مع المعلم، مناشدا جميع المعلمين في المنطقة بأهمية الالتزام باللوائح والقوانين التي تنظم العملية التربوية داخل المؤسسات التعليمية واتخاذ الإجراءات المعمول بها في حالة حدوث خطأ من أحد الطلاب.

ومن جانبه أكد العميد الشيخ سلطان بن عبدالله النعيمي قائد عام شرطة عجمان حدوث الواقعة في المعهد العلمي الإسلامي، ولم يرد بلاغ للشرطة في الواقعة، وقد علمت الشرطة بأن هنالك عقوبات إدارية تم تطبيقها على المعلم الذي قام بضرب الطالب.

وكانت جمعية الإمارات لحقوق الإنسان قد خاطبت وزير التربية والتعليم بشأن ما يتعرض له الأطفال من انتهاكات واضحة وصريحة من قبل بعض المعلمين ، حيث تم التوثيق على انتهاك واعتداء أظهره شريط مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتداوله البعض لتلميذ تعرض للضرب المبرح والمهين من قبل معلمه.

وارتأت الجمعية بإرسال مذكرةعاجله إلى وزير التربية والتعليم للتحقق من هذا الانتهاك الذي وقع على الطالب وذلك إلى ما استوفته ولمسته من أنماط في غاية الخطورة ، واستنكارها لهذه الممارسات اللاإنسانية والإحاطة بالكرامة لتفاقم هذه الظواهر المقلقة والخطرة ، ووقف التجاوزات في سبيل تعزيز المساءلة عليها و العقاب لكل من يعبث بكرامة الطفل وإنسانيتة .

وحرصت جمعية الإمارات لحقوق الإنسان على منظومة القيم والحقوق والحريات التي أقرها الدستور، وسعياً منها لتجسيد وتطبيق توجه قيادتها الحكيمة بشأن حماية الإنسان وضمان كرامته ،والتي أكدت عليها اتفاقيات حقوق الطفل ووجوب حمايته من كافة أشكال العنف أو الضرر ومواجهة ما يقع من تجاوزات أو انتهاكات لحقوق الأطفال.

البيان