فضيلة المعيني
سيذكر التاريخ الإنساني طويلاً جرائم ميليشيات الحوثي في اليمن وما ارتكبته في حق الشعب اليمني من قتل وحرق، بل إبادة جماعية، ووصل الحقد حد منع وصول المساعدات الطبية والإنسانية لسكان مدينة تعز التي تأبى الرضوخ والخضوع، على الرغم مما حل بأهلها جراء ما يرتكبه الحوثي، إذ حتى إمدادات الماء والغذاء لم تعد تصل إليهم وسط حصار بغيض يستهدف القضاء على المدينة ومن فيها.
الأخبار القادمة من هناك تؤشر إلى تدهور الوضع هناك، والحالة الإنسانية غاية في الصعوبة التي يعيشها الرجال والنساء، وهي تنذر بكارثة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم مع منع وصول أية مساعدة للمحاصرين تحت نيران ميليشيات الحوثي وويلات المحروق صالح الذي قضى بإجرامه على الأخضر واليابس في اليمن، ولم يكن يبالي يوماً حتى ينتظر منه اليوم خيراً.
تعز التي تستعصي على الظلم والطغيان، وترفض الاستسلام لعدوان الحوثي، تستحق أن تتوج انتصاراتها العسكرية التي كبدت الميليشيات خسائر فادحة على أيدي المقاومة اليمنية التي تخوض معارك عنيفة شرسة بإسناد من طيران التحالف والدعم العسكري النوعي المقدم لها مكنتها من التقدم في بعض المحاور في المحافظة، تستحق الخلاص السريع والانضمام إلى ركب المحافظات التي تحررت واستنشقت هواء نظيفاً وعانقت الحرية، وتنتظر تحرير الأراضي اليمنية كافة.
ميليشيات لا تعرف الحق، انقلبت على الشرعية، ومضت في تسليم اليمن على طبق من ذهب لمن يحلم بالسيطرة على العاصمة العربية الرابعة، ويضرب منطقة الخليج العربي في عمقها الاستراتيجي، ويلعب بأمنها واستقرارها.
نحمد الله على تمكن التحالف العربي بقيادة السعودية من إفشال دور ميليشيات الحوثي والمحروق في تنفيذ مخططات إيران، وزرع خنجر مسموم في خاصرة الخليج منه ينطلق للعبث بكل شيء، وخلق صراعات طائفية ومذهبية لتعيش ويلات حروب داخلية لا تنتهي إن بدأت.
لقد برز دور الإمارات التي دأبت على الوقوف بجانب الشقيق ومساندة كل من يستنجد بها، وتنضم إلى ركب الخير في دحر الظلم والعدوان وإعادة الحق والشرعية إلى اليمن لينعم بالأمن والأمان والاستقرار، فكانت المشاركة العسكرية خيارها المر، لكنه لم يكن أمرّ من الانتظار حتى يحل الخراب بالمنطقة، وينخر سوس آخر في العظم، كما هو حال حزب الله في لبنان، فكانت الحرب وكان التحرير، بانتظار التحرير الشامل.
– البيان