أكد تنظيم «داعش»، مرة أخرى، أمس، أنه أسقط الطائرة الروسية، السبت الماضي، في شمال سيناء، مضيفاً أنه سيفصح عن الآلية التي تم بها ذلك «في الوقت الذي يريده»، فيما دعا الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، الحلف الأطلسي إلى التحرك من أجل إعادة إعمار ليبيا التي تعيش في الفوضى منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي من خلال انتفاضة دعمها الحلف الأطلسي.
وفي التفاصيل، جاء في رسالة صوتية لتنظيم «داعش»، تم بثها على حسابات إرهابية على «تويتر» «نحن من أسقطها ولسنا مجبرين عن الافصاح عن آلية سقوطها». وأضاف «سنفصح عن آلية إسقاطها في الوقت الذي نريده وبالشكل الذي نراه».
وكانت مجموعة «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «داعش»، أعلنت مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الروسية التي انشطرت في الجو بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ في طريقها الى سان بطرسبورغ، ما أدى إلى مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها. وأعلنت أن العملية جاءت رداً على التدخل العسكري الروسي في سورية. ومنذ سقوط الطائرة، يحاول المحققون معرفة ما إذا كان تحطمها نتيجة حادث أم نتيجة فعل متعمد.
وأشار تنظيم «داعش» إلى أن عملية إسقاط الطائرة تمت في ذكرى مبايعة ولاية سيناء لزعيم التنظيم إبي بكر البغدادي، الذي بايعته ولاية سيناء في مثل هذا اليوم من العام الماضي. وجدد التنظيم التهديد بشن هجمات داخل روسيا.
وأفاد مسؤولون مشاركون في التحقيق حول كارثة الطائرة الروسية أن تحليل الصندوقين الاسودين، الجاري في مقر وزارة الطيران المدني في القاهرة، عملية معقدة، نظراً لحالة أجهزة التسجيل.
وتواصل البحث، أمس، عن جثث وأشلاء للضحايا، وعن أدلة جديدة في المنطقة الصحراوية الشاسعة. وتم حتى الآن تحديد هويات 33 من الضحايا، وفق نائب حاكم سان بطرسبورغ، ايغور البين، التي يأتي منها القسم الأكبر من الضحايا.
في هذا السياق، غادر الرئيس المصري، أمس، القاهرة الى لندن، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، سيبحث خلالها مسألة التعاون الأمني مع رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، الذي يلتقيه اليوم في مقر الحكومة في داوننغ ستريت.
وخلال محادثة هاتفية عشية الزيارة، اتفق رئيس الوزراء البريطاني والرئيس المصري على أهمية اتخاذ «أشد التدابير الامنية» في مطار شرم الشيخ الذي أقلعت منه الطائرة الروسية، بسبب «الشكوك» حول اعتداء محتمل قد يكون تسبب في سقوطها، وفق بيان صادر عن مكتب كاميرون.
ودعا السيسي، أول من أمس، الحلف الأطلسي الى التحرك من أجل إعادة إعمار ليبيا، حيث جاء كلام الرئيس المصري في مقابلة مع صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية، بمناسبة زيارته الى لندن.
وقال السيسي إن «ليبيا تشكل خطراً يتهددنا جميعاً. اذا لم تكن هناك حكومة فإن ذلك يخلق فراغاً ينشط من خلاله المتطرفون». وأضاف أن «المهمة لم تنته كلياً بعد، يجب أن ندعم جميع الجهود من أجل مساعدة الشعب الليبي والاقتصاد الليبي».
وأوضح «يجب أن نوقف تدفق الأموال والأسلحة والمقاتلين الأجانب إلى المتطرفين. يتوجب على جميع أعضاء الحلف الاطلسي، بما فيهم بريطانيا، الذين ساهموا في الاطاحة بالقذافي أن يقدموا دعمهم».
وصرح السيسي بأن هناك حاجة إلى عمل المزيد أيضاً للتصدي لانتشار متشددي تنظيم
«داعش» في العراق وسورية. وقال «خريطة التطرف وعدم الاستقرار تتمدد ولا تنحسر، وعلينا أن نعيد النظر في أولوياتنا».
الامارات اليوم