
تراجعت أسواق الأسهم العربية في مستهل تعاملاتها الأسبوعية اليوم الأحد بشكل جماعي، مـتأثرة بالمجزرة التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس في عطلة نهاية الأسبوع، وأكبر تراجع أسبوعي سجلته أسواق النقط.
وانخفضت أسواق السعودية 2,4%، ودبي المالي 3,4%، وسوق أبوظبي للأوراق المالية 2,4%، والكويت 1,2%، وقطر 0,61%، والبحرين 0,81%، ومسقط 0,82%، والبورصة المصرية 2,7%، وأوقفت إدارة الأخيرة التعامل على أسهم 18 شركة مصرية سجلت اسعارها تراجعات بالحد الأقصى المسموح به 5%.
وقال وسطاء في الأسواق كافة إن حالة من الخوف تسود أوساط المستثمرين، بسبب تداعيات مجزرة باريس على الأوضاع العربية، فضلاً عن الحالة التشاؤومية من التراجعات الحادة والمتواصلة لأسعار النفط، بحسب ما قال فادي الشرهان مدير التداول في مركز الشرهان للأسهم والسندات.
وسجلت الأسهم القيادية كافة في أسواق الإمارات نسب هبوط كبيرة، وتراجعت أسعار 3 شركات بالحد الأقصى 10%، وهى دريك اند سكل وشعاع كابيتال وتكافل الإمارات، فيما انخفضت أسهم عدة بأكثر من 9% منها سلامة للتأمين وأملاك للتمويل.
وتراجع سهما بنك الفجيرة الوطني وبنك الاستثمار في سوق العاصمة ابوظبي بأكثر من 9,5%، ولم ينجو سهم اتصالات من موجة الهبوط رغم اعلان مؤشرات مورجان ستانلي عن انضمام الشركة إلى قائمتها للأسواق العالمية والناشئة.
إلى ذلك ، تتأهب الأسواق العالمية لموجة بيع قصيرة الأجل، غداً الإثنين، بعد المجزرة في باريس ، ولكن المحللين استبعدوا حدوث تبعات اقتصادية أو رد فعل طويل الأمد في السوق.
ورجح شين أوليفر كبير الاقتصاديين في “ايه.ام.بي. كابينال” الأسترالية في سيدني أن يكون أي تأثير على قرارات الاستثمار مجرد رد فعل عارض.
وقال أوليفر وهو أيضاً المسؤول عن الاستراتيجية في صندوق لإدارة الثروات حجمه نحو 111 مليار دولار أمريكي: “سنعلم بمرور الزمن اذا كانت التبعات محدودة، وأعتقد أنها ستكون كذلك، ستتعافى الأسواق سريعاً ويتحول الاهتمام لأمور أخرى”.
وجاءت أنباء الهجمات بعد إغلاق الأسواق، يوم الجمعة الماضية، إلا أن التعاملات الآجلة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 كانت ما تزال مستمرة لتهبط، وسط إحجام تداول ضعيفة.
وقال ايجي كينوتشي كبير المحللين الفنيين في “دايوا سيكيورتيز في طوكيو”: “إذا حدثت الهجمات خلال ساعات التداول في السوق فقد كان من المحتمل أن تحدث حالة فزع، ولكن أمام الأسواق عطلة نهاية الأسبوع لاستيعاب جميع المعلومات”.
ومع إغلاق بورصة “وول ستريت” على هبوط يتجاوز 1% بعد بيانات التجزئة الأمريكية الضعيفة، كانت التوقعات بهبوط أسواق الأسهم في أوروبا حتى بدون هجمات باريس، ومن المرجح أن تتعرض الأسهم الفرنسية لا سيما المنكشفة على قطاع السياحة الضخم لأكبر خسائر.
وتستقبل فرنسا أكبر عدد من السائحين بين دول العالم ويمثل القطاع نحو 7.5٪ من الناتح المحلي الإجمالي.
وقال هيدينوري سيوزاوا المحلل المالي في “سي.ام.بي.سي نيكو سيكيورتيز”: “نظرا لان حجم قطاع السياحة في فرنسا كبير قد يتضرر الاقتصاد بعض الشيء اذا ما أدت الحوادث لانخفاض عدد الزائرين بل والسياحة بصفة بعامة بعد تحطم الطائرة الروسية”.
وتابع: “لا أتوقع أن يمتد التأثير ليطال قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن السياسة النقدية في هذه اللحظة”.
وقالت بورصة “يورونكست” للأسهم والمشتقات، أمس السبت، إن الاسواق المالية الفرنسية ستفتح أبوابها بشكل طبيعي.
الاتحاد