فضيلة المعيني
ليلة دامية بكل المقاييس عاشتها مدينة الجمال والأمان باريس إثر الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها على أيدي قتلة، داعش أو غيره النتيجة واحدة، أمن اخترق، أمان روع، رعب أشيع بين الناس، دماء سفكت، أرواح أزهقت، يجب أن يؤدي ذلك لموقف موحد من العالم أجمع ويعلن بصوت واحد لا للإرهاب، نعم لتوحيد الرؤى في قضية الإرهاب.
هجمات باريس ينبغي أن تكون درساً للأنظمة التي تدعم التنظيمات الإرهابية وتستخدمها ورقة رابحة للضغط على الآخرين أو عصا تضربهم بها، آن الأوان لأن يتفق العالم ويتوحد على رؤى توقف الإرهاب وتقضي عليه وأن تحاسب نفسها على تسليح قتلة يستخدمون النار لقتل الآمنين.
ما حدث في مناطق متفرقة من باريس في يوم جنح الناس للاسترخاء وقضاء أمسيتهم استعداداً لعطلة نهاية الأسبوع، وترويع الآمنين، وقتلهم، أمر في غاية الخسة والقذارة والإجرام، وليس هناك من هو بمنأى عن تكرار ما حدث في أماكن أخرى.
ملف الإرهاب يجب أن يفتح بشكل جاد وواسع، ومحاربته يجب أن تكون جادة وعن قناعة أن هذه التنظيمات إرهابية يجب ألا يكون لها وجود في أي بقعة في العالم وتحت أي ذريعة.
المواقف والسياسات يجب أن تتوجه إلى سوريا والعراق منبت الإرهاب نتيجة غياب النظام والأمن فيهما، ولا بد من نقطة تحول في التعامل مع الإرهاب، وانتهاء الازدواجية في التعامل، وما يحدث في ليبيا من إرهاب لا يلتفت إليه أحد، وسقوط الطائرة الروسية في سيناء، جميعها تحتاج إلى الوحدة ووقف الازدواجية والانتقائية، فالإرهاب إرهاب أينما كان وبحاجة لأن يجتث من جذوره، بمعايير واحدة ووفقاً لمفاهيم واحدة.
بيد الأنظمة السياسية وقف الإرهاب وبيدها أيضاً أن تطيل أمده، وتزيد من معاناة شعوبها وتستمر الدماء تسفك والأرواح تزهق دون إنذار أو مقدمات.
باريس تدفع ضريبة مواقف صلبة وثابتة من الإرهاب في سوريا، ولن يتوقف عندها إن بقيت الرؤى متناثرة ومتفرقة، وربما تلونت مدن أخرى بلون الدم والنار، الهجمات لم تكن صعبة على الفرنسيين أنفسهم بل عاش العالم هول صدمة ضرب المدنيين الآمنين في باريس التي تفتح ذراعيها لكل من يفد إليها، فعلت الكثير كذلك من أجل السوريين اللاجئين العالقين على الحدود، الذين وحدهم من سيدفع ثمن إجرام الإرهابيين.
أحببنا باريس بكل ما فيها من تفاصيل جميلة، نمط العيش فيها، وستبقى قلوبنا مع الشعب الفرنسي المسالم الذي ينعم بالحب والحرية والأمان.
– البيان