دان مجلس وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بأشد العبارات، أمس، الهجمات الإرهابية المتعددة التي شنها تنظيم «داعش» الإرهابي في باريس في 13 نوفمبر، والتي خلفت عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين الأبرياء، مؤكداً في اجتماعه التحضيري الذي عقد في الرياض، وقوف دول المجلس ومساندتها الجمهورية الفرنسية وشعبها الصديق في هذه الفترة العصيبة التي لن تزيد فرنسا والعالم بأسره إلا تصميماً على مواصلة مكافحة الإرهاب واجتثاث تنظيماته المعادية للحضارة الإنسانية.
وشارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في الدورة الـ137 للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون برئاسة وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير رئيس الدورة الحالية للمجلس، وذلك تحضيراً لجدول أعمال الدورة الـ36 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون المقررة في الرياض ديسمبر المقبل.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني: «إن وزراء خارجية المجلس بحثوا في الاجتماع مسيرة العمل الخليجي المشترك والموضوعات المتعلقة بتطوير وتنمية التعاون والتكامل الخليجي، والتقارير المرفوعة من اللجان الوزارية المختصة والأمانة العامة للمجلس وعدداً من الموضوعات المتعلقة بالتحضير للقمة ال36 للمجلس الأعلى».
وأشار إلى أن الوزراء عقدوا اجتماعاً مشتركاً مع رئيس الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى مبارك الخاطر وأعضاء من الهيئة حول المرئيات المرفوعة من الهيئة إلى المجلس الأعلى، بشأن عدد من الموضوعات التي سبق أن كلف المجلس الأعلى الهيئة بدراستها في دورته الـ35. وقال: «إن المجلس أعرب عن امتنانه وشكره لوزير الخارجية القطري خالد العطية على الجهود الموفقة التي بذلها خلال ترؤسه الدورة الحالية للمجلس الوزاري، وما قام به من مساعٍ صادقة لتعزيز مسيرة التعاون الخليجي في مختلف المجالات».
وكان وزير الخارجية السعودي قال في كلمة: «إن الغرض من الاجتماع، كما جرت عليه العادة، ينحصر في استعراض المواضيع المرفوعة من اللجان الوزارية، والتي تشكل في مجملها جدول أعمال المجلس الأعلى في دورته المقبلة بمختلف مجالاتها السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية، وغيرها من القضايا والمسائل ذات الصلة بالتطورات الراهنة ومسيرة الجهود المشتركة، لتحقيق المزيد من التعاون والتلاحم.
وأضاف الجبير: «إن المملكة العربية السعودية، التي يسعدها أن تستضيف قمة مجلس التعاون المقبلة، تتطلع إلى أن تسفر المداولات عن كل ما من شأنه أن يعين القادة في اجتماعهم المقبل للخروج بقرارات تتلاءم مع متطلبات هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة المليئة بالتحديات الجسيمة، وبما يمكن المجلس من بلوغ الأهداف والغايات التي نتطلع إليها جميعاً».
من جهته، قال الزياني: إن الاجتماع سيسلط الضوء على حصيلة عمل اللجان الوزارية المختصة بعد توصلها إلى العديد من التوصيات البناءة الضامنة لتعميق الترابط والتكامل بين دول المجلس في مختلف المجالات، بما يحقق تطلعات القادة.
وجرى خلال الاجتماع بحث مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية، إقليمياً وعربياً ودولياً، وانعكاساتها على دول المجلس في ضوء التطورات المتسارعة، إلى جانب بحث العديد من الموضوعات المتعلقة بسبل تعزيز وتطوير العمل المشترك في جميع المجالات والتقارير المرفوعة من اللجان الوزارية المختصة والأمانة العامة، التي سترفع إلى المجلس الأعلى للتوجيه بشأنها.
وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد وصل إلى الرياض أمس، حيث استقبل سموه في مطار قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض وزير الخارجية السعودي والأمين العام لمجلس التعاون، ووكيل وزارة الخارجية لشؤون المراسم السفير عزام بن عبدالكريم القين، ومحمد سعيد الظاهري سفير الدولة لدى المملكة.
الاتحاد