فضيلة المعيني

يصادف اليوم الـ30 من نوفمبر »يوم الشهيد«، يوم استثنائي يفخر فيه الوطن بشهداء إعادة الأمل في اليمن، وبمن سبقوهم إلى الشهادة خلال 44 عاماً من عمر قيام الاتحاد الذي يزهو كذلك في الثاني من ديسمبر بعام جديد يدخله بآمال أعظم وأمنيات أكبر وطموحات أوسع، تتحقق في ظل قيادة وشعب رسم لنفسه خطاً واضحاً يمضي عبره إلى آفاق رحبة في فضاء شاسع يتسع لتحقيق الأحلام وجعلها واقعاً معاشاً.

يوم الشهيد ليس يوم حزن، فالسماء والأرض تشهدان بفخر يملأ كل الأرجاء، وهل هناك ما يرفع الهامات أكثر من عز وفخر الوطن بأبنائه، وتلاحم الشعب ووقوفه خلف قيادته، معلناً أن الجميع مشروع شهادة من أجل أن تبقى الإمارات آمنة مستقرة حرة أبية، يذودون عن ترابها ويحافظون عليها.

يوم الشهيد تجسيد ليوم عز فيه العطاء وكبرت فيه التضحيات، حمل الشباب أرواحهم على كف وسلاحهم على الأخرى، وتسابقوا على ساحة المعركة، في حرب لم يريدوها بطبيعة الحال، وفي نفس الوقت لم يخذلوا أهلهم، فقد كانت الشر الذي لا بد منه.

يوم الشهيد يوم آخر من أيام الوطن الذي سيبقى في القلوب ولن تنساه الرؤوس، ستروي فيه الأجيال حكاية أبطال وضعوا الوطن بين أعينهم، فلم يجدوا أغلى من أرواحهم حتى يقدموها له.

في هذا اليوم يقف الوطن فخراً بعطاء الشهداء، كما لا ينسى مواقف من أساء وأراد به وبمن فيه الشر والخطر وشتان بين الاثنين، كما لم يستويا في المواقف الوطنية والعطاء، لن يستويا أيضاً في تقدير الوطن لهما ونظرة المجتمع لهما.

وأنى لمن وهب نفسه للوطن ومن نفث بحقد من داخله في وجه الوطن دون سبب، فقط ما ملأ رأسه من أطماع، وقد سلم نفسه للغريب وخرج عن سرب أهله وانضم لمن أراد به السوء.

يتكرر مشهد بين كريم فاض قلبه بحب الوطن، وبين لئيم نسي ما كان من الوطن له، فتمرد وهيهات بين هذا وذاك.
– البيان