ميساء راشد غدير
احتفلت دولة الإمارات وشعب الإمارات أمس بكوكبة طاهرة من الأبناء الذين أرخصوا الروح والدماء لعزة شعبنا وبناء مجدنا وحفظ أمننا، ولا نبالغ إن قلنا إن بيتا في الإمارات لم يخل من هذه الاحتفالات، فالجميع بلا استثناء احتفل بهم، قيادة وشعباً، وعبر الجميع عن فخره بالشهداء، وتقديره لمن تركوهم خلفهم، صابرين محتسبين الراحلين عند ربهم، ليتركوا لنا صورة رائعة في ملحمة حب الوطن. فلا يقترب من مكانة الابناء في القلوب حبا واعتزازا إلا مكانة الوطن المحفور في الاعماق.
نتذكر كيف اختلفت صور العزاء في منازل الشهداء عن الصور في أي عزاء آخر، صور عبرت عن التلاحم بين القيادة والشعب، وصور عبرت عن حب عميق متأصل في قلوب أسر تعانقت مع أسر فقدت أبناءها واستشعرت الموقف وكأنها هي الاخرى من فقدت أبناءها.
هذه الصور المختلفة للعزاء بعد تلقي خبر استشهاد جنودنا البواسل، تلتها صور أخرى تجسدت في الاحتفال بالشهداء وتقليد ذويهم أوسمة الشهداء التي أمر بها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، تقديراً واعتزازاً لهم. ما حدث أمس لن يمر مرور الكرام، فهو أكثر من مجرد احتفالات، إنها لحظات توثق فيها الامارات تاريخا جديدا لها، اذ يؤكد ثمرة ما تربى عليه الابناء، وما غرسه الاجداد من حب الوطن والتضحية في سبيله والذود عن حماه.
كل أب وأم معني بالحديث مع صغاره عن هذا التاريخ، ورواية قصص البطولات، والأهم من ذلك تنمية الوعي تاريخياً وثقافياً واجتماعياً بالأسباب التي تقف وراء استشهاد هذه الكوكبة من ابناء الوطن في كل موقع، فتاريخ الامارات جزء من تاريخ المنطقة، ومن يجهل تاريخه وواقعه لا يمكن أن يستشرف مستقبله.
رحم الله شهداءنا وحفظ وطننا وأدام عز وحدتنا.
– البيان