لعل أبرز ما يدل بوضوح على شيوع ثقافة الرموز التعبيرية في أوساط مستخدمي الإنترنت حول العالم؛ خصوصاً الشباب، هو أن جامعة أكسفورد لم تختر أي كلمة لتتصدر قائمتها السنوية لأكثر الكلمات المصطلحة استخداماً، بل اختارت، وللمرة الأولى على الإطلاق، رمزاً تعبيرياً لتتجاوز هذه الرموز العالم الافتراضي إلى القواميس الحقيقية، في دلالة على الانفجار الكبير الحاصل في استخدم جيل الألفية من مستخدمي الإنترنت الرموز التعبيرية لإيصال أفكارهم ومشاعرهم.

وذكرت البوابة العربية للأخبار التقنية أنه مع هذه الرموز المتعددة وكثيرة الأشكال، أصبحنا نعبر بكل سهولة عما يختلج في صدورنا والحالة التي نشعر بها، سواء كانت فرحاً أو حزناً، جداً أو هزلاً.

وتصدر رمز تعبيري يُعرف بأنه «وجه مع دموع الفرح»، قائمة قواميس أكسفورد لعام 2015 للمصطلحات الجديدة، وهي قائمة سنوية تضم أكثر الكلمات الجديدة على اللغة الإنجليزية استخداماً، أو الكلمات الموجودة فعلاً ولكنها تُستخدم على نحو غير متعارف عليه.

وكانت جامعة أكسفورد قد أشارت إلى أن الانفجار الحاصل في «ثقافة الرموز التعبيرية» خلال العام 2015 كان أحد الأسباب التي دفعها لاختيار هذا الرمز التعبيري لتصدر قائمتها السنوية.

ويقال إن الرموز التعبيرية نجحت في تجاوز الحدود اللغوية، لتصبح لغة عالمية تمتاز بأنها مفهومة لكل سكان الأرض، ومن هنا ندرك سعي البعض لإطلاق لوحات مفاتيح تعتمد الرموز التعبيرية بدلاً من الأحرف الأبجدية.

بل إن الأمر تعدى لوحات المفاتيح، لتتحدث شركة بريطانية في يونيو الماضي عن أنها أطلقت أسلوباً جديداً، قالت إنه أكثر أمناً، يعتمد على الرموز التعبيرية بدلاً عن رمز «رقم التعريف الشخصي» PIN التقليدي المكون من أربعة أرقام، والذي يشيع استخدامه للوصول إلى الخدمات المصرفية عبر الإنترنت.

واختارت فيسبوك، عند كثرت المطالبات بتوفير طرق جديدة للتفاعل مع المنشورات، إلى جانب خيار «الإعجاب»، إضافة إلى عدد من الرموز التعبيرية التي ترى أنها كافية للتعبير عن طيف واسع من المشاعر البشرية.

ولكن ما السبب وراء انتشار ثقافة الرموز التعبيرية، هل لأننا نعيش في «عصر السرعة» – أو «عصر الكسل» كما يحلو للبعض أن يطلق عليه هذه الصفة – الذي فرضته علينا التقنيات الحديثة من هواتف ذكية وأجهزة متصلة بالإنترنت تسعى لتوفير المزيد من الراحة، حتى إن رمزاً تعبيرياً واحداً مثل يكفي للرد على طرفة «بأن هذه الطرفة أعجبتني كثيراً وأنا الآن أبكي من شدة الضحك».

ولكن هناك رأي آخر، يوضحه لنا كاسبر جراثول، رئيس قواميس أكسفورد في بيان نُشر في نوفمبر المنصرم بالقول: «يمكنكم تصور كيف أن الحروف الأبجدية التقليدية تكافح لتلبية الطلب السريع، والذي يركز على العنصر البصري للتواصل في القرن الحادي والعشرين».
– البيان