تصدرت أسواق الأسهم المحلية بورصات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، من حيث الجاذبية الاستثمارية للأشهر التسعة الأولى من العام، وذلك استناداً إلى مؤشري مكرر الربحية ومضاعف القيمة الدفترية إلى السوقية، أهم مؤشرين يعتمد عليهما مدراء محافظ الاستثمار في اتخاذ القرار الاستثماري.
وجاءت نتائج غالبية الشركات الخليجية القيادية للربع الثالث من العام، أقل من التوقعات خصوصاً الشركات العقارية في الإمارات والبتروكيماويات في كل من السعودية وقطر، وشركات الاتصالات في كل من الإمارات والسعودية، حيث تأثرت الشركات بتراجعات أسعار النفط، وضعف الأنفاق الحكومي في عدد من الدول الخليجية.
بيد أن محللين ماليين ومدراء محافظ استثمارية يرون أن موجة الهبوط الحادة التي تعرضت لها أسواق الخليج وفي مقدمتها أسواق الإمارات، ثاني أكبر الأسواق هبوطاً خلال شهر أكتوبر بعد السوق السعودي، وثالث الأسواق هبوطاً بعد البورصة القطرية وسوق مسقط خلال شهر نوفمبر الماضي، جعلت أسعار الأسهم الإماراتية أكثر جاذبية، بعدما انخفضت مكررات ربحيتها.
وتراجع مؤشر سوق الإمارات المالي خلال شهر نوفمبر بنسبة 4,4%، محصلة انخفاض سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1,9%، وسوق دبي المالي بنسبة 8,5%، ثاني أكبر انخفاض بعد البورصة القطرية التي سجلت أعلى نسبة تراجع خلال شهر نوفمبر بين أسواق الخليج بنحو 13%، وسوق مسقط 6,4%. وبحسب تحليل أجرته «الاتحاد»، بلغ مكرر ربحية أسواق الإمارات 10,9 مرة لكل من سوقي أبوظبي ودبي الماليين، وبلغ مضاعف القيمة الدفترية إلى السوقية نحو 1,4 مرة لسوق أبوظبي للأوراق المالية و1,3 مرة لسوق دبي المالي.
ويحسب مكرر ربحية السهم، بقسمة السعر السوقي للسهم على ربحية السهم الواحد من إجمالي ربحية الشركة.
وحسب هذا المؤشر، يعتبر مكرر ربحية أسواق الإمارات، الأكثر جاذبية والأرخص بين الأسواق الخليجية مقارنة مع مكرر ربحية البورصة البحرينية التي تعتبر الأغلى خليجيا، إذ يقدر مكرر ربحيتها بنحو 48,6 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية إلى السوقية 4,4 مرة. وحلت البورصة الكويتية بعد البحرينية من حيث ارتفاع مكررات ربحيتها، مما يعني تراجع جاذبيتها الاستثمارية، إذ بلغ مكرر ربحيتها نهاية الأشهر التسعة نحو 14,9 مرة، ومضاعف قيمتها الدفترية مرة واحدة، تلتها السوق السعودية أكبر الأسواق الخليجية من حيث القيمة السوقية بمكرر ربحية 14,6 مرة ومضاعف قيمة دفترية 1,8 مرة.
ويقدر مكرر ربحية البورصة القطرية نحو 12 مرة ومضاعف القيمة الدفترية 1,7 مرة، فيما جاء سوق مسقط في الصدارة من حيث الجاذبية الاستثمارية، بيد أن ضعف نشاطه وتراجع تداولاته يجعله الأقل اهتماماً بين أسواق دول التعاون، ويبلغ مكرر ربحيته نحو 10,1 مرة، ومضاعف القيمة الدفترية نحو 1,2 مرة.
وقال علي العدوي نائب الرئيس مدير صناديق استثمارية لدى شركة المستثمر الوطني، إن تقييمات سوق الإمارات مقارنة ببقية أسواق الأسهم الخليجية أكثر جاذبية، كما أن آفاق الاقتصاد الإماراتي أفضل بكثير من بقية الاقتصادات الخليجية، حيث لا تعاني الميزانية من عجز، وفي حال حدوثه سيكون بمبالغ محدودة.
وأضاف أن ضغوط البيع التي تعرضت لها الأسواق، وأدت إلى هبوط أسعار الأسهم القيادية إلى مستويات قياسية، يتيح فرصاً جيدة لشراء الأسهم التي تتمتع بتقييمات جيدة، عكس أسهم المضاربات، موضحاً أن هذه التقييمات سيظهر أثرها الإيجابي من خلال عمليات شراء انتقائي خلال شهر ديسمبر الحالي، حيث عادة ما تلجأ محافظ استثمارية إلى عمليات شراء انتقائية لتحسين مراكزها المالية قبل نهاية العام.
– الاتحاد