عادل خزام
هي الإمارات.. نبارك عرسها الرابع والأربعين، ونمضي في ركبها نحو مجدٍ كتبه الآباء المؤسسون بعرق الصبر حتى نبتت بينهم شجرة الاتحاد عالية شامخة. تثمر بالمحبة كل يوم، وتظلل تحت أغصانها قلوب شعب تربى على حب هذه الأرض وفدائها بجوارحه وقلبه. يعطي ويمنح الصداقة للقريب وللبعيد، ويزرع وردة الأمل في عيون الأجيال المقبلة.
وبروح الاتحاد يكبر كل يوم جسد هذا الوطن الجميل، وهو أكثر قوة بعزيمة قادته الذاهبين به إلى الفخر والتنوير، وهو أشد بأساً بسواعد جنوده وحرّاس أمانيه، وأكثر فخراً بتضحيات شهدائه حين لبوّا صرخة العروبة يوم جاءت تستجير، ونثروا دماء الطهر كي تأمن الأمهات، ويهنأ الصغار في ترنيمة كل عيد.
وبحبر الاتحاد، تكتب الإمارات اسمها على جبين الشمس رمزاً مشرقاً يضيء العقول، ويمنح الكلمات معناها البهيّ. وعلى تراب هذي الأرض، تتعانق الأيادي لترفع في المدى صارية النشيد.
سنذهب للأمل، ونشق ستائر المستحيل ونعبر واثقين إلى الفجر الجديد. كلما ارتفع الظلام قشعناه بشعلة المحبة، وضربنا خفافيشه بيدٍ من حديد. وكلما أتى الصبح، فتحنا له الصدور كي ترتوي من نوره كلماتنا، وكي نكتب اسمها بالضوء ونبقى هكذا ونزيد. ونقول للعالم إننا في الحب زهرته إن أطلّ مبتسماً وراح يأخذنا للبعيد. ونحنُ في الحرب سيوف السلام، نبتر فكرة الفتنة ونقطع شرّها من الوريد إلى الوريد.
هي الإمارات. على رؤوسنا تاج الكرامة، وفي قلوبنا خفقة الدهر، وفي عقولنا سنا الرؤى. كبرنا في طفولتها ونحن نقطف نجمة الأحلام ونطبع قبلة عشقها على خد القمر. وكنا ننادي: يا بلادي. يا فرج المنى وغاية ما تشتهي الروح، وألذ ما ترى العين من كل الصور.
وهي الإمارات. تعانقنا بيدٍ من حنان، ويدٍ من أمان. ونحن نسمو في رحابة قلبها بأجنحة طليقة، لكي نشهد في كل يومٍ مولد صبحها في المكان، ونورها الذي يتجلى ذهباً في أفق الزمان. ومن بيتٍ إلى بيتٍ، يدورُ اسمها جرساً في القصيدة، ولحناً في تنهيدة العشق، ولوناً ناصعاً في خفقة القلب وهو أخضر، وفي صفاء النور وهو أبيض، وفي طمأنينة الليل وهو أسود، وفي أغنية الحب وهو أحمر.
سنذهب للأمل. وعلى ترابك يا الإمارات سنترك أثراً أننا وقفنا في خلود الحلم يوماً، وذقنا من نهد نبعكِ عسل المسرّة، وعرفنا هنا، معنى أن تكون الروح حرة.
– الاتحاد