من خلال مشاركة الأرشيف الوطني في جناح «ذاكرة الوطن» يمكن للمتجول في مهرجان الشيخ زايد التراثي 2015، الذي يختتم فعالياته في 12 الجاري، الاطلاع على كيفية استخدم الأرشيف الوطني لأحدث التقنيات الرقمية والتفاعلية، من أجل تقديم جوانب هامة من تاريخ الإمارات وحاضرها للجمهور، إذ استطاعت هذه التقنيات، التي تمثلت بالشاشات الرقمية والتفاعلية المتطورة جذب عدد كبير من جمهور المهرجان.
«الهدف في النهاية هو ربط الأجيال بتاريخهم المجيد، وتعزيز ولائهم وانتمائهم لوطنهم وقيادتهم، التي وفرت لهم كل سبل الرفاهية والسعادة»، هو ما حرص عليه الأرشيف الوطني، من خلال الشاشات الرقمية التفاعلية الحديثة والمتطورة، ليقدم من خلالها مقارنة بين ماضي الدولة وما كانت عليه، وما آل إليه حاضرها من تقدم وتطور.
في جناح الأرشيف الوطني لكل قاعة خصوصيتها، ففي قاعة «رحلة مع الزمن»، التي اتخذت من حصن قلعة الجاهلي، التي شيد الأرشيف الوطني نموذجاً لها، لتكون مقراً لمعرضه ذاكرة الوطن، يمكن للزائر، أن يشاهد 20 شاشة تفاعلية، تتبدل الصور المخزنة فيها ،وفق حركة الزائر، حيث يشاهد صورة الأشخاص أو المَعْلَم قديماً وبحركته خطوة إلى الأمام يشاهد صورة الأشخاص أو المَعْلَم في الوقت الحاضر، وبالمقارنة يستطيع أن يتعرف على التغير الهائل الذي طرأ عليها، وبهذه الطريقة استطاع الأرشيف الوطني تقديم تصور كامل لما شهدته الدولة من تطور وتقدم ونماء في مختلف المجالات، ويعود الفضل في إنجازه إلى إرادة الشعب واهتمام القيادة الحكيمة.
لم تقتصر قاعة «رحلة مع الزمن» على مجال معين، أو إمارة واحدة، بل شملت مختلف المجالات في إمارات الدولة، فهي تتناول التطورات الكبيرة والمبهرة، التي شهدها الجانب الصحي والبريد، والشرطة والأسواق، وتبين ما حققته المرأة من قفزات نوعية، كما يبين تطور التعليم في الدولة، وما شهده بعض الأماكن مثل جامع الشيخ زايد الكبير، وبرج المقطع، وقصر الحصن، والطرق والأنفاق، والبريد والمصارف، ودوار الساعة في دبي من تطور، ليقدم من خلالها صور بانوراميه تبين النماء والتطور النوعي، الذي شهدته كل من أبوظبي، ودبي، والشارقة، ورأس الخيمة، وأم القيوين.
على عدد من الشاشات التفاعلية، قدم الأرشيف الوطني معلومات تاريخية دقيقة، ففي قاعة الشيخ «زايد الكبير» يشاهد الزائر شاشة تفاعلية كبيرة، تعرض شجرة عشيرة آل بو فلاح، التي تبدأ بفلاح وصولاً إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتقدم الشاشة التفاعلية الكبيرة عن كل واحد من شيوخ آل بو فـــلاح تعريفاً متكاملاً مؤيداً بالصور.
ولعل قاعة (زايد.. مسيرة تلهم الأجيال) هي التي سَخَرَتْ التقنيات الحديثة أكثر من غيرها بتقديم المعلومات الممتعة والمفيدة في أفلام وثائقية، وذلك عبر شاشة كبيرة تتــــحرك لتمرّ في 3 مراحل، الأولى عن الإمارات قديماً بين عامي: 1918 و1966، والثانية عن الإمارات بين عامي 1966 و2004، والثالثة عن الإمارات بين عامي 2005 و2021 العام الذي تطمح الإمارات بحــــلوله أن تكون من أفضل دول العالم.
وعبر 15 فيلماً وثائقياً، تعرض القاعة المرحلة الأولى عن الحياة في أبوظبي، وعن الشيخ زايد حاكماً للعين، وغيرهما، وفي المرحلة الثانية عدد من الأفلام الوثائقية التي تتحدث عن حاكم أبوظبي، التطور السياسي، الاتحاد، الإمارات العربية المتحدة، وغيرها، وفي المرحلة الثالثة تدور الأفلام الوثائقية حول: استمرار المسيرة، التمكين، الرؤية الملهمة، الطاقة المتجددة، والمريخ. وتتوزع الشاشات الرقمية والتفاعلية في قاعات معرض «ذاكرة الوطن» كقاعة «مسيرة الاتحاد» وقاعة «حماة الوطن» وغيرهما.
– البيان