طبيعة جبلية وأشجار السمر والغاف وشواطئ رملية جذبت إليها مئات الأسر القادمة من مختلف إمارات الدولة لقضاء إجازة اليوم الوطني الـ44 للدولة وسط الطبيعية الخلابة بدبا الفجيرة، حيث نصبت مئات الخيام في منطقتي الفقيت والعقة بدبا، بعض العائلات اتخذت من الشاطئ مكاناً للجلوس فيه على امتداد الساحل وعائلات فضلت اختيار الجبل وأشجاره للمبيت وقضاء اليوم بطوله في الشواء واللعب والتسامر.

تشهد المنطقة في موسم الأمطار والإجازات إقبالاً كبيراً من السياح من مواطني الدولة والمقيمين على أرضها للاستمتاع بالأجواء المنعشة والطبيعة التي تجمع البحر والبر معاً لترضي عشاق الرحلات، الذين يجدون فيها فرصة للابتعاد عن صخب المدينة ومراكزها التجارية المغلقة، والتمتع بالهواء العليل والشعور بالهدوء والاسترخاء وسط أراضيها الشاسعة.

وتسببت الأجواء الباردة والأمطار التي هطلت على المنطقة في اجتذاب المزيد من السياح والزوار للمنطقة، ناهيك عن مناظر ساحرة للطبيعة والجبال الشاهقة التي تحيط بالمنطقة ورائحة الشواء الطيبة العالقة في الجو والدخان المتصاعد للذرة المشوية الموضوعة على موقد الجمر في كشكات البيع بالقرب من مناطق مبيت العائلات التي هي الأخرى جذبت إليها أنظار الزائرين.

ويلفت انتباهك عدد من الباعة على شوارع المنطقة السياحية يبيعون الفواكه الطازجة التي تجلب من مزارع المنطقة من حمضيات وخضار متنوعة، فالمعروف عن المنطقة شهرتها بأسواقها الشعبية كسوق الخميس الواقع في منطقة البدية الذي يزخر بخيرات المزارع المحلية وخيرات البحر من الأسماك الطازجة إلى جانب سوق شرم الذي هو الآخر يوفر أصنافاً عديدة من الخضار والفواكه الموسمية، وكومة من الحطب المقطع الذي يستخدم بكثرة في عملية الشواء والتدفئة بالليل عند انخفاض الحرارة.

دبا الفجيرة وجهة سياحية تفضلها غالبية الأسر، حيث تجد عائلة جمعة أحمدي من دبي أنها فرصة لقضاء يوم عائلي في البر والشواء في الهواء الطلق بعيدا عن الروتين اليومي، حيث حرص على اختيار مكان له ولعائلته ونصب خيمة ووضع معدات الرحلة، وهو حريص على القدوم في الإجازات لمنطقة دبا التي يعتبرها سياحية وتختلف في طبيعتها الجغرافية عن باقي المناطق الأخرى التي تجمع البحر والجبال في مكان واحد في منظر طبيعي ساحر.

وأبدت عائلة محمد الزعابي من مدينة كلباء إعجابها بجلسات البر في الفقيت بدبا الفجيرة خاصة في ظل الأجواء المنعشة واعتدال الجو وهطول الأمطار الذي شجعهم للخروج وقضاء إجازتهم في الخارج مع أقربائهم في لمة عائلية تتشارك في الطبخ واعداد الطعام على حطب الغاف وتحضير القهوة العربية والشاي، حيث يعتبر الجلوس في البر وإشعال النار في المساء الذي يصاحبه برودة الطقس، فرصة لتجمع الأسرة وتبادل الأحاديث الودية والتخفيف من ضغط الحياة والتحرر من الرسميات والخروج عن دائرة الروتين.

وقالت مجموعة أصدقاء قدموا من عجمان إنهم دائمو الوجود في منطقة العقة بدبا الفجيرة للتمتع بالحياة الطبيعية البعيدة عن ضجيج وازدحام السيارات، حيث حرصوا على القدوم مبكراً واختيار الموقع المناسب وتسويره ونصب خيمتين ووضع مولد الكهرباء في المكان وخزان للماء، وتجمعوا معاً ليقضوا وقتهم في الطبخ واللعب في أجواء مريحة للنفس، موضحين أن حياة البر متعة فيها البساطة وبعيدة عن التكلف وفيها روح التعاون والمساعدة التي تشعرهم بروح الصداقة الحقيقة وتجعلهم يبتعدون عن الأجواء الروتينية وضغوطات الحياة.

البيان