ودعت مدينة عدن، أمس، جثمان المحافظ اللواء جعفر محمد سعد في موكب جنائزي مهيب شارك في الآلاف من أبناء المدينة، في ظل توعد بملاحقة مرتكبي عملية اغتيال اللواء مع عدد من مرافقيه بسيارة مفخخة الأحد الفائت. وأدى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومعه مستشار رئيس الجمهورية صالح عبيد، ونائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية اللواء حسين عرب، وعدد من الوزراء ومحافظي محافظات عدن ولحج وأبين، وقائد قوات التحالف العربي بعدن العميد ناصر مشبب، وعدد من القيادات التنفيذية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية وجموع من المواطنين صلاة الجنازة على جثمان الشهيد اللواء جعفر محمد سعد ومرافقيه بجامع التوحيد بعدن.
وعبر هادي عن حزنه العميق باستشهاد محافظ عدن السابق اللواء جعفر محمد سعد الذي طالته يد الغدر والإرهاب وهو في طريقه إلى عمله ليقدم عمله الوطني خدمة للوطن والمواطنين في المحافظة، مؤكداً أن تلك العناصر الإجرامية التي تسعى في الأرض خرابا وتقتل الأبرياء لن تفلت من العقاب الرادع جراء أعمالهم الإجرامية.
وقال «إن رحيل اللواء جعفر في مثل هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الوطن تمثل خسارة كبيرة على الوطن الذي كان في أمس الحاجة له لما يتمتع به من حس وطني عالٍ ويعمل بكل جهد وتفانٍ من أجل أمن واستقرار المحافظة وتطبيع الحياة فيها»، مضيفاً «اليوم نودع هامة وطنية كبيرة وتظل مواقفه البطولية التي جسدها خلال مشوار حياته وخاصة خلال قيادته لمعركة تحرير عدن من الميليشيا الانقلابية وصالح حاضرة في وجداننا وشاهدة للعيان وسيظل كافة أبناء الشعب اليمني يتذكرون تلك المواقف الشجاعة التي سطرها دفاعاً عن كرامة وأعراض أبناء محافظة عدن».
وانطلق الموكب صوب منزل عائلته في منطقة الشيخ عثمان لتلقي أسرته الوداع الأخير، واستقبلت أسرة الفقيد الجثمان بالزغاريد، قبل أن ينطلق الموكب صوب مسجد العادل القريب من مقبرة أبو حربة على مدخل البريقة غرب عدن وإقامة هناك صلاة الجنازة مرة أخرى بمشاركة الآلاف من المواطنين الذين قدموا لوداع الفقيد. ورفع المشيعون الذين تقدمهم مدير أمن عدن الجديد، العميد شلال علي شائع، الإعلام السوداء وصور الشهيد، ورددوا شعارات نددت بالعملية الإجرامية مطالبين بضبط الجناة وتقديمهم إلى القضاء لينالوا الجزاء العادل.
إلى ذلك، تسلم مدير أمن عدن، العميد شلال شائع، مهامه خلفاً للعميد محمد مساعد، وسط إجراءات أمنية عاجلة تم اتخاذها لفرض الأمن والاستقرار في المدينة.
وقال مصدر في أمن عدن لـ «الاتحاد» إن العميد شائع قام بزيارات تفقدية للمواقع الأمنية ومراكز الشرطة في بعض المديريات، ووجه بسرعة التصدي لأي تحركات تخل بالأمن والاستقرار في المدينة. وأضاف أن توجيهات أمنية صدرت بشأن منع حمل السلاح لغير الأجهزة الأمنية ومنع إطلاق الأعيرة النارية في الأحياء السكنية بشكل نهائيا إلى جانب مواصلة إعادة تأهيل مراكز الشرطة والمرافق الأمنية ومساعدة الأشقاء الإماراتيين في هذا التوجه الذي بدأ من تحرر عدن في منتصف يوليو الماضي. وكشف المصدر أن 3 آلاف جندي تم الدفع بهم إلى عدن ضمن إطار خطة أمنية قادمة لفرض الأمن والاستقرار في عدن بالقوة، وأن انتشار النقاط في مداخل ومخارج المدينة وبعض الشوارع الرئيسية يأتي ضمن هذه الخطة العاجلة والسريعة. وأضاف: نهيب بسكان عدن بضرورة مساندة رجال الأمن والإبلاغ عن أي جماعة ترفع السلاح أو أي تحركات مريبة لأي أفراد أو تنظيمات، مضيفا أن هناك توجيهات بضرورة تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى مراكز الشرطة.
الاتحاد