أعلنت قوات الشرعية في اليمن بمساندة قوات التحالف العربي، استكمال الترتيبات لبدء معركة تحرير مدينة المخاء ومينائها الاستراتيجي في محافظة تعز، فيما حققت انتصارات كبيرة في المحافظة، بينما شددت ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الحصار على مدينة تعز. في وقت حققت فيه قوات الشرعية تقدماً في محافظة الجوف شرق اليمن، في إطار عملية التحرير التي بدأتها قبل أيام ضد ميليشيات الانقلاب، فيما تواصلت المعارك في صرواح ومجزر بمحافظة مأرب، ما يؤهل قوات التحالف والشرعية للتوجه مباشرة نحو العاصمة اليمنية صنعاء، من محوري «مجزر» بمأرب و«الحزم» بالجوف.

وقال الناطق باسم المجلس العسكري في تعز، العقيد الركن منصور الحساني، لـ«الإمارات اليوم»، إن قوات الشرعية مسنودة بقوات من التحالف وغطاء جوي، تمكنت من التقدم في منطقة الاقروض، وتأمين منطقة «الشرف» الواقعة على الطريق نحو معسكر «العروس» الذي تحاول ميليشيات الانقلاب التوجه للسيطرة عليه، مشيراً إلى أن الجانبين خاضا معارك شرسة في المنطقة حيث تمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية تحت غطاء جوي لمقاتلات التحالف من إفشال تقدم الانقلابيين في المنطقة.

وعلى جبهة ذباب الواقعة على الساحل الغربي لتعز، والقريبة من مضيق باب المندب ومدينة المخاء الاستراتيجية، أكد الحساني استمرار المعارك بين قوات الشرعية والمقاومة والانقلابيين في المناطق المحيطة بمعسكر «العمري»، واشتراك مروحيات «الأباتشي» التابعة للتحالف، أمس، في عملية تطهير المنطقة من الانقلابيين بشكل كبير.

وأشار إلى أن هناك استعدادات ودفعاً بتعزيزات من قبل التحالف وقوات الشرعية والمنطقة العسكرية الرابعة بعدن، قوامها 20 دبابة حديثة وثمانية أطقم عليها رشاشات ذاتية الحركة، نحو ذباب التي تستعد لبدء التحرك نحو مدينة المخاء الاستراتيجية وتحريرها من الميليشيات.

وفي جبهة الراهدة – الشريجة الواقعة في الجنوب الشرقي لتعز، أكد الحساني أن قوات الشرعية حققت تقدماً كبيراً، خصوصاً في جبهة «حيفان» المطلة على الراهدة، إذ تمكنت قوات الشرعية من التقدم إلى منطقة «الخطوة» وتأمينها بالكامل، فيما واصلت مقاتلات التحالف ضرب تجمعات العدو بالمنطقة، ما أدى إلى فرارهم باتجاه المناطق الواقعة إلى الشمال من الراهدة، كما أكد وصول تعزيزات من التحالف العربي إلى تخوم مدينة الراهدة، استعداداً لمعركة تحرير المدينة.

وفيما ساد الهدوء النسبي في جبهة «نجد قسيم» عند المدخل الجنوبي لمدينة تعز، شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على إمدادات الانقلابيين في منطقتي المسراخ والكلائبة.

وفي الجبهات الغربية لمدينة تعز، قال الحساني إن جميع الجبهات تشهد منذ يومين اشتباكات ليلية مع الميليشيات المتمردة التي تحاول استعادة المناطق التي تمت السيطرة عليها من قبل قوات الشرعية والمقاومة في المنطقة، وأهمها جبل «قاسم عقلان» في البعرارة.

وفي هذا الصدد، قال قائد إحدى الكتائب المرابطة في الجبهة الغربية للمدينة، ويدعى عبدالله الوهباني، لـ«الإمارات اليوم»، إن الجبهة تشهد مواجهات متقطعة مع الانقلابيين، مؤكداً استمرار تقدمهم نحو المناطق المحيطة بمعسكر «اللواء 35» مدرع الموالي للانقلابيين في المطار القديم.

في الأثناء، أكد قائد العمليات الأمنية في الجبهة الغربية، النقيب أحمد الحميري، لـ«الإمارات اليوم»، أن الانقلابيين وقوات صالح شددوا الحصار على أحياء مدينة تعز، «عقب وصول تعزيزات إليهم من ذمار وإب وصنعاء».

وأشار إلى أن الانقلابيين عمدوا، خلال اليومين الماضيين، إلى منع دخول أي مواد غذائية أو مياه أو أدوية إلى المدينة من جميع الجهات، وأن هناك حالة إنسانية صعبة تعيشها الأسر المحاصرة في أحياء المدينة، جراء تشديد الحصار الذي يأتي انتقاماً من العمليات العسكرية الأخيرة لقوات الشرعية، في إطار عمليات «نصر الحالمة»، وفك الحصار عن المدينة عبر الجبهة الغربية.

وفي محافظة الجوف، أكد القيادي في المقاومة، عبدالله الشريف، لـ«الإمارات اليوم»، تقدم قوات الشرعية بمساندة مقاتلات التحالف، نحو معسكر «لبنات» التابع للميليشيات، والواقع على تخوم مديرية الحزم عاصمة المحافظة، مشيراً إلى سيطرتها على أول نسق عسكري لـ«لبنات» في منطقة «الجدفر»، وكذلك على قرى جبلية في جنوب «لبنات»، متحدثاً عن اغتنام معدات وآليات عسكرية كبيرة، بينها دبابات ومدرعات وعربات جند وأسلحة رشاشة ومدفعية.

وقال الشريف إنهم تمكنوا من اقتحام أول نسق عسكري لمعسكر «لبنات»، الذي يعد من أهم المعسكرات التابعة للانقلابيين في المحافظة، مضيفاً أن «مؤشرات المعركة تؤكد قرب سقوط معسكر لبنات في أيدي قوات الشرعية»، خصوصاً أن مقاتلات التحالف تدك المعسكرات بغاراتها المتواصلة، دعماً لتقدم الشرعية.

وأضاف الشريف، لـ«الإمارات اليوم»، أن المحافظة تشهد معارك في مناطق «المجدر والمنصور» بين الجانبين، حيث تسعى قوات الشرعية للسيطرة على ما تبقى من مناطق متاخمة «لوادي وسط»، المسيطر عليها بالكامل من قبل الشرعية والمقاومة.

وأوضح أن الساعات المقبلة ستحمل الكثير بالنسبة لمحافظة الجوف، في ظل هذا التقدم وتقهقر وانهيار الانقلابيين المحاصرين في لبنات منذ أيام من قبل «اللواء 101» التابع للشرعية، و«لواء النصر» التابع للمقاومة الشعبية بقيادة الشيخ أمين العكيمي.

وفي محافظة مأرب المحاذية للجوف، تواصلت المعارك بين قوات الشرعية مسنودة بقوات التحالف، مع ميليشيات الانقلاب بالقرب من مركز مدينة صرواح غرب مأرب، والتي قتل فيها ثمانية من الميليشيات، فيما تم اسر قيادي ميداني من الانقلابيين.

وأكد مصدر في المقاومة الشعبية بمأرب، لـ«الإمارات اليوم»، تقدم قوات الشرعية والمقاومة في جبل هيلان ومناطق نصبان وجبال أتياس، التي تربط المشجح بصرواح والربيعة جنوب سوق صرواح، التي تعد آخر معاقل الانقلابيين في مأرب، إلى جانب مديرية مجزر المحاذية لريف العاصمة صنعاء.

وأشار إلى أن قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء عبدالرب الشدادي، تفقد جبهات مجزر والجدعان التي تفرض حصاراً خانقاً على الانقلابيين المتحصنين في معسكر «ماس» شمال مأرب، وحث المقاتلين ورجال المقاومة على مواصلة الانتصارات وتطهير المحافظة من الميليشيات المتمردة، وفتح طريق العاصمة صنعاء، الهدف الرئيس لقوات الشرعية والتحالف العربي.

في الأثناء، شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على تجمعات الانقلابيين في صرواح ومجزر، وكذلك المناطق الواقعة شمال العاصمة اليمنية صنعاء، حيث تم استهداف «قاعدة الديلمي» في محيط مطار صنعاء الدولي شمال المدينة، وكتائب للدفاع الجوي في الجبل الأسود غرب صنعاء. كما طال القصف الجوي معسكري الاستقبال، والغوش، وموقع الكسارة، وشبكة الاتصالات في مديرية همدان غرب العاصمة.

الامارات اليوم