قال خبراء في حقل الذكاء الصناعي والأجهزة الذكية إنه حتى يتسنى تطويع هذا الذكاء وتلك الأجهزة وتفعيلها يتعين تمكين أجهزة الكمبيوتر من ان تصل إلى مستوى تفكير الإنسان .. وقد حقق الباحثون تقدما مذهلا في سبيل بلوغ هذا الهدف.
وقال الباحثون الخميس إنهم ابتكروا برنامج كمبيوتر يمكنه تطويع القدرات البشرية الفريدة لاستنباط مفاهيم جديدة من مثال بسيط تتضمنه دراسة تختص بتعليم حروف هجائية مكتوبة غير مألوفة.
وقال بريندن ليك استاذ المعلومات والعلوم المعرفية بجامعة نيويورك إن مثل هذا البحث الى جانب دراسة أخرى مشابهة ينطوي على هدف مزدوج هو تكوين فهم أفضل لمفهوم التعلم لدى الانسان مع ابتكار قواعد رياضية (خوارزميات) أقرب شبها بفكر البشر.
وقال ليك “هدفنا هو الهندسة العكسية لكيفية تعلم البشر لهذه المفاهيم البصرية البسيطة فيما يتعلق بالتعرف على أنماط الحسابات التي قد يجريها مخ الانسان واختبار مدى صحة هذه الفرضيات من خلال محاولة اعادة ابتكار هذا السلوك”.
وتم تصميم هذه القواعد الرياضية لتمكين الكمبيوتر من التعلم بسهولة من مجرد مثال بسيط على نفس النحو الذي يقوم به الانسان.
وقال جوشوا تيننباوم استاذ العلوم المعرفية الحسابية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا “انك تعرض حتى على طفل صغير حصانا أو حافلة مدرسية أو لوحا للتزلج وهو يستنبطه من مجرد مثال أو عدة أمثلة”.
وقال إن القواعد الرياضية المعيارية في مجال التعلم عن طريق الأجهزة تستلزم عشرات أو مئات أو حتى آلاف النماذج التدريبية للتوصل الى نتائج مماثلة.
وخلال هذه الدراسة تضمنت أجهزة الكمبيوتر قواعد رياضية جديدة وموضوعات خاصة بالبشر وعرضت الى جانب حروف منتقاة وسط مجموعة من المعلومات تضم نحو 1600 من الحروف المكتوبة يدويا من 50 من مجموعات حروف الهجاء من شتى أرجاء العالم.
ومن بين مهام أخرى تم توجيه الموضوعات الإنسانية وأجهزة الكمبيوتر لاعادة استنباط حروف مختلفة بعد عرضها في نموذج واحد. وطلب من محكمين من البشر عندئذ التعرف على الحروف التي أعاد الكمبوتر استنتاجها ووجد المحكمون ان ما قامت به أجهزة الكمبيوتر لا يختلف كثيرا فعليا عن الموضوعات الخاصة بالبشر.
وقال رسلان صلاح الدينوف استاذ علوم الكمبيوتر والاحصاء بجامعة تورونتو إنه يأمل ان تسهم هذه الدراسة الحديثة في تحقيق تقدم في ميدان الذكاء الصناعي من خلال ابتكار أجهزة ذكية تنتمي للجيل القادم “نتعشم ان تدنو من عرض قدرات ذكاء تشبه البشر”.
وقال ليك في الدراسة التي وردت بدورية (ساينس) إن نفس المنهج الذي استخدم في هذه الدراسة قد ينطبق أيضا على التعلم بالاجهزة بالنسبة الى العديد من المهام الأخرى مثل التعرف على الكلام والأشياء.
– البيان