فضيلة المعيني

نكمل وقفتنا عند ما ننعم به من أمن وأمان، الذي ما كان ليكون لو لم تكن وراء ذلك جهود جبارة، وسواعد تعمل ليل نهار، من أجل أن يعيش الوطن مستقراً يزدهر ويتقدم ويهنأ فيه الإنسان.

أسرد هنا موقفاً مر به أحد الأشخاص يقول: اصطحبت أسرتي المكونة من زوجتي و6 أطفال إلى القرية العالمية، كان ذلك عند الساعة الخامسة عصراً، وكعادتي أنزل قبلهم، ثم أطمئن إلى نزول الجميع، قبل أن نتحرك إلى وجهتنا، حفاظاً على سلامتهم، وقضينا في القرية أوقاتاً جميلة وبعد 5 أو 6 ساعات قررنا العودة إلى البيت وعند وصولنا إلى مواقف السيارات.

حيث تقف سيارتي حاولت فتح أبواب السيارة فإذا بها لا تفتح إلى أن فوجئت أن الأبواب مفتوحة والسيارة في حالة تشغيل، إذ سهوت عن ذلك وهذا يحدث معي لأول مرة في حياتي، للحظات كدت أن أصاب بالجنون إذ في السيارة توجد نقود أمانة لديّ كان من المفترض أن أسلمها لصاحبها، وجهاز الحاسوب الخاص، وأجهزة نقال.

وأجهزة الآيباد الخاصة بصغاري، وأشياء كثيرة، تفقدتها وجميعها كما هي لم تمسسها يد، ولم يقترب من سيارتي أحد، حمدت الله على نعمة الأمن، أهملت وقصرت في حماية ممتلكاتي من غير قصد، لكن ما تتمتع به بلادي من نعمة الأمن حفظت لي أموالي.

يقول دوماً: أفتخر بهذه النعمة في كل المناسبات، وما حدث معي كان بمثابة ترسيخ لتلك القناعة وتجديد لثقة لم ولن تهتز يوماً، وربما هذا يعتبر نقطة صغيرة في بحر الإنجازات الكبيرة، التي تتحقق كل يوم، بل كل ساعة على أرض الواقع في كل مكان في إماراتنا، تقف وراءها عيون ساهرة وعقول تتدبر، وأياد تعمل تمنحنا في النهاية هذا الشيء الجميل، الذي لا يقدر بثمن، جعل من الإمارات واحة أمن وسلام.

فخر عظيم ويملأ قلب من فيه من أبناء بررة، عاهدوا أنفسهم ووطنهم أن يكون أمنه وسط أعينهم، عملاً دؤوباً ومحل تقدير الجميع، وعطاء صادقاً، ووساماً يزين الصدور، هنيئاً للوطن هذا الفخر، الذي مبعثه رجال مخلصون، يحمون ويحافظون، يدافعون ويذودون بحب من قلوب، تنبض عشقاً له.

البيان