فضيلة المعيني

يرى المراقبون أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى جمهورية الصين، خلال الأيام الفائتة كانت ناجحة بكل المقاييس، وبكل أبعادها، أعادت إلى الأذهان ما قام به باني البلاد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمة الله عليه وغفرانه، الذي أسس مع هذه الجمهورية العظيمة علاقات تاريخية، سار على نهجها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ليكمل ما بدأه.

زيارة وصفها سموه بالاستراتيجية، لأهميتها في تعميق العلاقات، في زمن يشهد العالم ومنطقتنا تحولات وتغييرات، وكذلك تحديات تتطلب وجود تكتلات في مختلف المجالات ليست الاقتصادية فحسب، بل العسكرية والعلمية وغيرها.

سياسة تنطلق في قلبها وقالبها من رؤية ثاقبة لزعيم فذّ، قرأ الحاضر، واستشرف المستقبل، ومنها تنطلق العلاقات الإماراتية- الصينية نحو آفاق واسعة، ومن هنا كانت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي آتت أكلها، وسيجني الوطن والأجيال القادمة ثمار تطور هذه العلاقات.

الإمارات ليست دولة مترهلة في مؤسساتها، بل فتية في كل شيء، ديناميكية، ولها وزنها وثقلها بين دول العالم في مختلف المجالات، سريعة في نموها، مع حفاظها على قيمها وثوابتها، تشجع دولاً متحضرة ومتقدمة اقتصادياً وسياسياً أن تصبح شريكاً دائماً معها، وتؤسس لعلاقات استراتيجية تهم الجانبين. وما الاتفاقات المهمة، التي أبرمت بين الجانبين والتعاون في مختلف المجالات إلا سعي لدعم هذه العلاقات، ورغبة أكيدة في أن تمضي بقوة نحو الأفضل.

اليوم، حاجة الدول إلى التعاون، والاستفادة من تجارب الغير أصبحت أكثر إلحاحاً نحو تعزيز التكامل في ما بينها، بما يحقق لها سبل الرخاء، ويدعم خططها التنموية، ويساند مشاريعها الكبيرة في مجال الصناعة والاقتصاد والابتكار.

نعم، بثبات تنطلق الإمارات، بحكمة قيادتها نحو تعزيز علاقات، رأى فيها الأولون صالح شعبهم، وما من شأنه رفاهيته، والأخذ بأسباب تنفعهم.
– البيان