
دخل لبنان مدار عطلة الأعياد، فيما الجمود السياسي أرخى بظلاله على دورة المشهد، بانتظار تسوية يرجّح أن تسلك طريقها في العام الجديد. وفيما ملفّ الرئاسة عالق عند التسوية التي انحدرت إلى أقلّ من مبادرة، لفت انتباه الوسط السياسي صدور قرار أممي عاشر يطالب إسرائيل بدفع تعويضات للبنان لتلويثها بيئته البحرية، كما انشغل الوسط المصرفي بالعاصفة التي أثارها الأمين العام لـحزب الله حسن نصرالله، بدعوته الدولة إلى رفض الإملاءات الأميركية بشأن المصارف والتحويلات المالية.
وسط هذه الأجواء، حُمّلت المواقف التي أطلقتها شخصيات روحية وسياسية ودبلوماسية، بمناسبة عيدَي الميلاد والمولد النبوي، دعوات الى الإسراع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي. وأمل رئيس الحكومة تمام سلام أن تحلّ الأعياد العام المقبل ويكون لبنان قد تخطّى أزمة الشغور الرئاسي. وطمأن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في الرسالة التي وجّهها لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، إلى أن المبادرات الوطنية للحثّ على انتخاب رئيس للجمهورية «نوايا صادقة ويعوّل عليها». ورأى البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن عيد اللبنانيين الحقيقي يتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية.
ولفت السفير السعودي علي عواض عسيري الذي زار بكركي معايداً، الى أنه «مع الاستعداد لبدء عام جديد، يتطلّع محبّو لبنان، وفي طليعتهم قيادة وشعب المملكة العربية السعودية، الى أن يعبر هذا البلد العزيز الى وضع أفضل على المستويات كافّة، من خلال التمكّن من إجراء الانتخابات الرئاسية واستتباعها بالاستحقاقات الدستورية واستعادة حيوية المؤسّسات وإنهاض الاقتصاد وتنشيط قطاع الاستثمار والسياحة، عبر تعزيز الخطط الأمنية وتحصين الساحة الداخلية، ليجتذب لبنان من جديد السياح العرب والأجانب ويعود إلى سابق عهده».
أما في موضوع النفايات، ورغم الاعتراضات التي واجهت ولا تزال خطة ترحيلها، من داخل الحكومة وخارجها، فإن القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء بعد مخاض عسير، بإطلاق عملية الترحيل، بدأ يشق طريقه إلى التنفيذ المتدرّج. وبحسب المعلومات، من المتوقع أن يتمّ خلال الأسبوعين المقبلين إنضاج الجوانب اللوجستية والتقنية المتصلة بآلية الترحيل.
– البيان