أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا رسمياً، تدخلها العسكري في ليبيا وفق خطة عمل مدتها 5 سنوات، ترمي إلى تشديد الخناق على الجماعات الإرهابية في إفريقيا، وتحديداً في ليبيا، بحسب بوابة إفريقيا الإخبارية.

وستقوم استراتيجية مخطط العمل التي تم تبنيها خلال سنة 2015 على 5 أهداف أساسية، خاصة برفع التحديات الأمنية في القارة الإفريقية، حيث تصدر داعش المتطرف في ليبيا قائمة أولويات الجيش الأميركي، بيد أن مهمة القيادة العسكرية ستتمثل بالاستحواذ على أراضٍ جديدة في ليبيا، خاصة بعد نجاحها في إقامة شبكة وتوسيع عملياتها إلى تونس، في غياب حكومة مركزية قوية قادرة على إفشال مخططاتها.

في تطور آخر، قال متحدث باسم حرس المنشآت النفطية إن سبعة أشخاص قتلوا وأصيب 11 آخرون إثر انفجار سيارة ملغومة عند نقطة تفتيش في ميناء راس لانوف النفطي الليبي مساء أمس الأول.
وقال علي الحاسي إن السيارة كانت ضمن طابور أمام النقطة وانفجرت عندما وصلت للمقدمة مضيفا أن الضحايا بينهم حراس ومدنيون، حيث تبنى تنظيم داعش الإرهابي المسؤولية عن الهجوم.

في غضون ذلك، أكدت عائلات وأسر مصرية تقيم في محافظة المنيا، جنوب مصر، فقدانها الاتصال بأبنائها الذين يعملون في ليبيا منذ فترة طويلة، وتوارد أنباء عن اختطافهم على يد «داعش».

وذكرت صحيفة «البوابة» المصرية في نبأ عاجل لها أن 21 شابا، من أبناء ساقية داقوف بسمالوط التابعة لمحافظة المنيا، قد اختفوا في ليبيا، ونقلت عن عبدالحكم طه، والد أحد المفقودين، قوله إنه تلقى اتصالا هاتفيا من أحد أبناء القرية الموجودين بليبيا يخبره باختطاف نجله و20 آخرين على يد عناصر متطرفة تابعة لـ«داعش»، موضحا أن 17 من المختطفين من أسرة واحدة، وجميعهم مقيمون بمنطقة زلة التابعة لمنطقة الكفرة بليبيا، وأكد طه انقطاع الاتصال بالمصريين المختطفين منذ يوم 31 ديسمبر الماضي.

من جانبه، أكد المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن الوزارة لم تصلها أي معلومات بهذا الخصوص، ولم تتلق قنصليتها ما يفيد بتعرض هؤلاء الشباب للاختطاف، مؤكدا أنه سيتم إجراء اتصالات سريعة مع السلطات الليبية لتحري الأمر وكشف حقيقة اختفاء الشباب.

وتوالت ردود الفعل على الهجوم الإرهابي الذي استهدف مركز تدريب للشرطة الليبية في زليتين واسفر عن مصرع نحو 50 شخصا، وإصابة 100 آخرين بجروح، حيث أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن إدانتها الشديدة للتفجير.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي، «إننا نعرب عن تعازينا لأسر القتلى والمصابين، المتطرفون الذين يمارسون العنف، بما في ذلك الجماعات التابعة لما يسمى تنظيم (داعش) يهددون كل الليبيين في جميع أنحاء البلاد».

كما ندد بالهجمات التي استهدفت في الرابع من يناير الجاري موانئ النفط في منطقتي السدرة وراس لانوف.

وأكد كيربي «مع هجماتهم على حقول النفط، فإنهم يهددون موارد الشعب الليبي وعلى جميع الليبيين أن يسعوا لحماية الأجيال القادمة».

وقال «هذه الحوادث تؤكد مجددا الحاجة الملحة لقادة ليبيا الجدد لإضفاء الطابع الرسمي على حكومة الوفاق الوطني على النحو المبين في الاتفاق السياسي الليبي، هذه خطوة حيوية لمعالجة التحديات الإنسانية والاقتصادية والأمنية الخطيرة التي تواجه البلاد».

وخلص البيان إلى «أن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة مجلس الرئاسة الجديد وقادة ليبيين آخرين في تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، ونحن ملتزمون بتقديم الدعم السياسي الكامل وكذا التقني والاقتصادي والأمني والمساعدة في مكافحة الإرهاب لحكومة الوحدة».

وادان نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بأشد العبارات الهجوم الإرهابي.ودعا جميع الأطراف الليبية إلى نبذ الخلافات وتوحيد الصفوف من اجل الإسراع بتشكيل حكومة الوفاق الوطني الجديدة، تنفيذاً لبنود الاتفاق السياسي الليبي الذي تم توقيعه في الصخيرات تحت رعاية الأمم المتحدة.

من جانبه، أدان معالي احمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي بشدة الهجمات الإرهابية التي شنتها عصابات داعش في ليبيا على ميناء السدرة ومجمع رأس لانوف النفطيين، وراح ضحيتها العديد من أبناء الشعب الليبي.

وأكد الجروان أن إهدار تلك الموارد النفطية الليبية، والتي هي ملك للشعب الليبي ومؤسسات الدولة الليبية الشرعية، إنما هو مجرد محاولات يائسه من التنظيم الإرهابي للسيطرة على مقدرات ومستقبل الشعب الليبي.

ودعا رئيس البرلمان العربي كافة القوى الوطنية الليبية، خاصة مجلس النواب الليبي برئاسة السيد عقيلة صالح لتوحيد جهودها من اجل القضاء على تهديدات داعش، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعكس آمال وطموحات الشعب الليبي الشقيق.

وحذر الجروان من خطورة انتشار الجماعات الإرهابية وامتدادها الى دول الجوار، وأكد تسخير كافة جهود البرلمان العربي لدعم وحدة صف القوى الوطنية الليبية للحفاظ على وحدة وسلامة البلاد ومؤسساتها، وفي مقدمتها قواتها المسلحة.. داعياً المجتمع الدولي لرفع القيود المفروضة على تسليح الجيش الليبي حتى يتمكن من دحر الإرهاب والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية.

كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استهداف معسكر للشرطة، وقال المتحدث باسم بان كي مون، إن الأمين العام يدين ذلك الهجوم، وكذلك أيضا الهجمات المتواصلة من جانب تنظيم (داعش) في منشآت النفط القريبة من ميناء السدرة النفطي.

ودعا بان إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية «كأفضل حل لليبيين لكي يواجهوا الإرهاب بكل أشكاله».

ودانت الجزائر بشدة الاعتداء الإرهابي في مدينة زليتن، معربة عن تضامنها التام مع ليبيا في هذه المحنة.

وأعرب الأزهر عن إدانته الشديدة للهجوم الإرهابي، مؤكدا أنَّ مثل هذه الهجمات الإرهابية تتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة وتخالف الشرائع والأديان السماوية والقوانين والأعراف الإنسانية كافة.

ودعا البيان الشعب الليبي إلى الوحدة والمجتمع الدولي إلى توحيد الجهود لمواجهة التنظيمات الإرهابية للقضاء عليها، وتخليص العالم من آفاتها وشرورها. واستنكرت تونس بشدة حادثة التّفجير الإرهابي، مُؤكّدة تضامنها التّام والدّائم مع ليبيا والوقوف إلى جانبها في هذه الفاجعة.

الاتحاد