فضيلة المعيني

لم يسمع العالم باسم داعش قبل أبريل 2013، وبغض النظر عن الخلفيات التي أسهمت في نشوء هذا التنظيم الدموي من جراء الفوضى السياسية، أو تفكك بعض المجتمعات في المنطقة، وشيوع الفلتان الأمني فيها، فإن هذا الوباء تمكن من التسلل عبر الحدود مؤسساً تنظيماً إرهابياً يهدد سلامة واستقرار المجتمعات الآمنة عبر تجنيد الشباب وتدريبهم على الأعمال الإرهابية؛ ليكونوا أداة هذا التنظيم في العالم.

ربما كان لبعض الشباب مبرراتهم للإعجاب بفكر هذا التنظيم الإرهابي لتسويغ الانضمام إليه؛ لكن ما شأن صبية صغار أو شباب كبار من مجتمعنا الآمن والمزدهر والمستقر، يجذبهم هذا التنظيم.

لماذا ينساق شباب لا يشكون ظلماً أو تفرقة اجتماعية أو فقراً وراء فكر متطرف هدام لا هدف له سوى التدمير والقتل؟

ما تشهده قاعة محكمة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا من محاكمات »شباب داعش« أمر محير ويثير الدهشة عند كل صاحب عقل ومنطق. ترى متى، وكيف نفذ داعش إلى بعض بيوتنا، وإلى عقول بعض أبنائنا وتمكن من التأثير في نفر قليل جداً، ثم أتم السيطرة عليهم، مسيرين لا مخيرين؟

كيف اخترق داعش عقول ونفوس نفر قليل من صغار السن؟ هذا تساؤل يجب أن يكون مطروحاً للبحث أمام جهات الاختصاص والمؤسسات المعنية.

هناك عائلات، ومن واقع ملفات القضايا، استشعرت الخطر وما آل إليه حال أبنائها، فبادرت بإنقاذهم بإبلاغ السلطات عنهم لردعهم وتخليصهم من براثن تنظيم لا يرحم بفكره الذي يزج بالشباب في جحيم نيران المعارك والحروب.

شباب صغار من 17 إلى 19 عاماً يواجهون اليوم تهم الانضمام إلى داعش، وعقوبات قد تصل إلى الإعدام لمن لا يزال هارباً.

لا بد من وقفة مع هذا الملف، ودولتنا استطاعت بأجهزتها المحترفة رد الشر وصد كل مجرم عن بلادنا، وهذا جهد مقدر جداً، وعلينا اليوم أن نقف جميعاً معاً، مؤسسات وعائلات، في وجه هذا الوباء، من أجل حصره، بكل السبل المتاحة.
– البيان