أدان المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الهجوم الذي استهدف سفارة المملكة العربية السعودية في طهران مطلع الشهر الجاري، واصفاً إياه بأنه ضد البلاد وضد الإسلام، في وقت أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن المواجهة مع السعودية ليست في مصلحة أحد، وذلك على خلفية قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد يوم من إنهاء رئيس وزراء باكستان نواز شريف زيارة إلى طهران، لدعم مساعي التهدئة بين إيران والسعودية وسط تقارير عن بوادر إيجابية للوساطة.

وقال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي: «مثلما حدث في الهجوم على السفارة البريطانية قبله، كان هذا (الهجوم) ضد البلاد وضد الإسلام»، في إشارة إلى تعرض سفارة بريطانيا لهجوم في 2011.

وعلى إثر إحراق سفارتها في طهران، قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران لتحذو حذوها دول عدة باتخاذ تدابير ضد طهران.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أسرع في إدانة الهجوم على سفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد، واعتبرهما «غير مبررين على الإطلاق». ودعا إلى الإسراع في محاكمة المتهمين بالتورط فيهما. وتشير معلومات أوردتها الصحف المحلية إلى توقيف 140 شخصاً في إطار هذه القضية.

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن المواجهة بين إيران والمملكة ليست في مصلحة أحد، وذلك على خلفية قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وكان رئيس وزراء باكستان نواز شريف قام بزيارة كل من السعودية وإيران في مساعٍ للتهدئة والوساطة. وقال نواز شريف إن السعودية وإيران تقدّران مبادرة بلاده لنزع فتيل التوتر، مؤكداً أن بعثة السلام الباكستانية هدفها الوساطة لتهدئة الأمور، وليس جمع التهنئة والإشادة من طرف على حساب الآخر.

وأشار، في حديثه للصحافيين قبيل مغادرته طهران إلى سويسرا حسبما ذكرت قناة «جيو نيوز»، إلى أنه يعتبر المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران واجباً مقدساً، وأن كلا البلدين يقدّر مبادرة باكستان، وكلاهما صرّح بأنهما لا يرغبان في العداء بينهما ويأملان في علاقات ودية.

وشدد شريف على أن إنهاء التوتر بين السعودية وإيران يمثل أولوية لبلاده، مشيراً إلى أنه اتفق مع إيران على تعيين شخص محوري من جانبها لإيجاد حل فعال للمواجهة بين السعودية وإيران. وألمح إلى أن بلاده ستطلب من السعودية تعيين شخص محوري أيضاً لإنهاء النزاع بين البلدين.

على النقيض من موقفه من الهجوم سفارة المملكة، تطرق المرشد الأعلى الإيراني للمرة الأولى إلى عملية احتجاز عشرة بحارة أميركيين من قبل بحرية الحرس الثوري الإيراني، بعدما دخلوا المياه الإقليمية، مشيداً بالعملية.

وقال خامنئي إن «هذه الخطوة التي قام بها شبابنا ضد عدوانية الأعداء في مياهنا أظهرت القوة». وأضاف: «لم تتسن لي الفرصة لشكرهم. أنا أشكرهم. كانت خطوتهم صائبة».

البيان