محمد الحمادي
قبل ثمانية عشر عاماً، بدأت الشارقة تدريب أطفالها من طلاب وطالبات المدارس على الانتخابات، وعلى الحياة البرلمانية، من خلال برنامج صمم لطلاب المدارس في إمارة الشارقة للالتحاق ببرلمان الأطفال الذي كان أعضاؤه بين السادسة والثانية عشرة من أعمارهم، وكانوا في ذلك العمر يناقشون المسؤولين الحكوميين، ويسألونهم عن الخدمات والمشاريع في الإمارة الباسمة، خصوصاً المشاريع والقضايا التي تهم فئة الأطفال.
اليوم يتحقق حلم جديد لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، ويتحقق حلم جميل في إمارة الشارقة، وفي دولة الإمارات بتوجه 25 ألف مواطن ومواطنة تقريباً إلى مراكز الاقتراع، ابتداء من اليوم وعلى مدى الأيام الثلاثة المقبلة لاختيار أعضاء المجلس الاستشاري للإمارة في أول تجربة انتخابية للمجلس الاستشاري في الشارقة، والذي سيتم انتخاب نصف أعضائه من خلال التصويت، والنصف الآخر من خلال التعيين، وقد يكون من بين الـ 195 مترشحاً ومترشحة عدد من أولئك الأطفال الذين كانوا في يوم ما أعضاء في برلمان الأطفال، وسيصبحون غداً أعضاء في برلمان الكبار، الذي يساهم في خدمة مواطني الإمارة.
هذه الخطوة التي تسير عليها إمارة الشارقة تؤكد إيمان دولة الإمارات قيادةً وحكومةً بالعملية الديمقراطية، وبالمشاركة الشعبية، التي بلا شك أنها مطلب رسمي وشعبي، ولكنها بأسلوب إماراتي خاص نهجه التدرج المدروس والمقنن.. وحضور المرأة في هذه الانتخابات لافت أيضاً، فـ 45% من المترشحين من النساء و 55% من الرجال، وبالتالي تبقى حظوظ المرأة في الوصول إلى المجلس الاستشاري كبيرة، وفرصتها لا تقل عن فرصة الرجال.
المواطنون في الشارقة محظوظون، لأنهم يحصلون على فرصة اختيار من يمثلهم في المجلس الاستشاري لإمارتهم، ومهما كان حجم دور المجلس، فإن له تأثيره في حياة مواطني الشارقة، لذا فإن وصول الشخص المناسب إلى مقاعد البرلمان أمر مهم.
والناخبون في الشارقة اليوم أمام مسؤولية وطنية كبيرة، إذ يتوجب عليهم أن يحكّموا روحهم الوطنية، وأن يضعوا مصلحة دولتهم وإمارتهم نصب أعينهم، وهم يتوجهون إلى صناديق الاقتراع، وبالتالي عليهم اختيار الأشخاص الأكثر كفاءة والأكثر عطاءً وتميزاً، وعلى كل ناخب أن يكون إيجابياً في أدائه، فلا يختار المترشح على أساس علاقة القرابة، أو النسب، أو المجاملة والاستحياء، فصوت كل ناخب أمانة، والأمانة تقتضي أن يذهب صوت الناخب إلى المترشح الأفضل والأكفأ.
إذا أراد مواطنو الشارقة مجلساً استشارياً فاعلاً، وأداءً متميزاً ونتائج ترضي الجميع يجب أن يعمل كل ناخب على إيصال المترشح الأفضل والأكفأ، وهذا ليس بالأمر الصعب، إذا تعلمنا من تجارب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي السابقة.
الاتحاد