قالت الخارجية الروسية أمس، إن مسؤولين من الجيشين الروسي والأميركي سيشاركون يوم الجمعة في أول اجتماع لمجموعة عمل لمناقشة تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، مستبقة الاجتماع بالتصريح بأنه لا يمكن اتخاذ قرار بشأن إقامة منطقة حظر طيران فوق سوريا دون موافقة حكومة دمشق ومجلس الأمن الدولي.
في حين شككت الولايات المتحدة بإمكان إرساء وقف لإطلاق النار في سوريا هذا الأسبوع، وصرحت
وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) بأنها سترد «إن دعت الحاجة» في حال انتهاك الاتفاق، على وقف الأعمال العدائية في سوريا، معتبرة أنه «امتحان» لروسيا، فيما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن النزاع الدائر في سوريا ليس«مسابقة» بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين.ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف، قوله إن تنفيذ اتفاق ميونيخ لتسوية الأزمة السورية قد بدأ، مشيراً إلى أن الفريق المكلف بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة أجرى أول اجتماعاته وسيعقد اجتماعه المقبل يوم الجمعة.وأضاف أن فرض منطقة حظر طيران في سوريا مستحيل دون موافقة الحكومة السورية والأمم المتحدة. وأضاف أن «تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ميونيخ بشأن حل سلمي في سوريا بدأ بالفعل».
وعندما طلب منه التعليق على اقتراح ألماني بفرض منطقة حظر طيران فوق سوريا، رد بقوله: «لا يمكن أن يتخذ أي قرار بفرض مناطق حظر جوي دون موافقة الدولة المضيفة وقرار من مجلس الأمن الدولي».
من جهة أخرى، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن وزارة الخارجية الروسية قالت أمس، إن هجمات المدفعية التركية على شمال سوريا «فوضى مطلقة». ونقلت الوكالة عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها «ما يحدث على الحدود التركية السورية الآن فوضى مطلقة».
وأضافت أن «تركيا تقصف مناطق عبر الحدود وتنقل أموالاً وأشخاصاً وإمدادات هناك».
وشككت الولايات المتحدة بإمكان إرساء وقف لإطلاق النار في سوريا هذا الأسبوع، كما ينص على ذلك اتفاق ميونيخ. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، رداً على سؤال بشأن اشتداد حدة القتال في شمال سوريا: «لا أريد أن أقول لكم بشكل حاسم » إنه بحلول الموعد المحدد بموجب اتفاق فيينا أي الخميس أو الجمعة «سيكون هناك وقف للأعمال العدائية، ولكن نحن نعول على أنه سيتم إحراز تقدم».وجدد تونر إدانة الولايات المتحدة للقصف الذي طال في حلب الاثنين مستشفيات ومدارس وأوقع 50 قتيلاً مدنياً، بحسب الأمم المتحدة.وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أنها سترد «إن دعت الحاجة» في حال تم انتهاك اتفاق ميونيخ، معتبرة أنه «امتحان» لروسيا.
وقال المسؤول الإعلامي في البنتاجون بيتر كوك: «سنراقب عن كثب من يحترمه ومن لا يفعل، وسنكون قادرين على الكشف عن أي انتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والرد إن دعت الحاجة». وصرح نائب المتحدث باسم الخارجية مارك تونر للصحفيين «لا يمكنني أن أؤكد بشكل قاطع ضرورة وقف الأعمال العدائية في غضون أسبوع بعد الخميس الفائت، لكننا سنتوقع بلا شك حدوث تقدم».
في غضون ذلك أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن النزاع الدائر في سوريا ليس«مسابقة» بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي ارتكب «خطأ استراتيجياً» بدعمه النظام السوري «الضعيف»، بدليل اضطرار موسكو للتدخل عسكرياً بصورة مباشرة لإنقاذه.
وقال أوباما إن «الأمر ليس مسابقة بيني وبين بوتين»، وذلك رداً على سؤال عما إذا كان يشعر بأن الرئيس الروسي «خدعه»، بعدما كثفت موسكو الغارات الجوية التي تشنها دعما لقوات النظام السوري.
وأضاف أوباما بمؤتمر صحفي في كاليفورنيا أن «واقع اضطرار بوتين في نهاية الأمر إلى إرسال جنوده وطائراته، وإلى شن هذه العملية العسكرية الواسعة النطاق، يظهر أن موقع الأسد ضعيف وليس قوياً».
وأضاف أن «السؤال الحقيقي الذي يجب أن نطرحه هو ما الذي تعتقد روسيا أنها ستربح إذا ما حصلت على دولة مدمرة بالكامل كحليف، وأن عليها الآن أن تنفق على الدوام مليارات الدولارات لدعمها». وتابع أوباما: «قد يعتقد بوتين أنه مستعد لأن يحتل الجيش الروسي سوريا بشكل دائم، ولكن هذا الأمر سيكلف غالياً جداً». ولفت إلى أن «نحو ثلاثة أرباع البلد لا يزال تحت سيطرة أناس آخرين غير الأسد، وهذا الأمر لن يتغير في أي وقت قريب».
واعترف أوباما بأنه سيكون من الصعب تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، محملاً بوتين جزءاً من المسؤولية عن هذا الفشل. وقال: «من الصعب تحقيق ذلك، فقد حصل الكثير من سفك الدماء»، مضيفاً «إذا استمرت روسيا في تنفيذ قصف عشوائي من النوع الذي رأيناه، أعتقد أننا لن نرى أي مشاركة من قبل المعارضة» في عملية السلام المأمولة بينها وبين النظام.
الاتحاد