الفجيرة نيوز- واصل ملتقى الفجيرة الدولي الرابع للصخور الصناعية والتعدين فعالياته اليوم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة بمشاركة 24 دولة عربية ممثلة في مديري ومسؤولي الثروات التعدينية في تلك الدول. وذلك تحت شعار “«الابتكار لتحقيق التنمية الاقتصادية و الاستدامة في قطاع التعدين».
حيث ناقش المجتمعون الأهمية الإقتصادية والرؤية المستقبلية لإستغلال النفلين سيانيت في الدول العربية قدمتها المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، نظرا الى توقع زيادة الطلب عليه من الأسواق الرئيسية مثل الزجاج، والمرشحات ومواد اللاصقة والسيراميك وخاصة الصناعات الناشئة في آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية. بالإضافة الى أوروبا التي تعد أكبر سوق للنيفيلين سيانيت، وعلى ذلك يجب ان تدخل الدول العربية الأسواق العالمية للنيفيلين سيانيت. كما تناولت المنظمة في ورقتها الثانية التنمية المستدامة لقطاع المعادن والصخور الصناعية في الدول العربية، بتوضيح الإستفادة من تزايد الطلب العالمي على المعادن والمحافظة على الخامات التي لها فيها ميزة نسبية مثل الفوسفات والحديد والصخور الصناعية وغيرها.

وقدم الوفد السعودي خلال الملتقى في اليوم الاول والثاني أوراق عمل تخصصية حول استخدامات صخور البازلت حرة رهاط في انتاج السيراميك الزجاجي، وورقة عن دور المراقبة في الاستثمارات التعدينية. وصرح معالي الدكتور زهير بن عبد الحفيظ نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية من المملكة العربية السعودية على هامش مشاركتهم، عن التجربة السعودية العميقة في المسوحات الجيولوجية التي بدأت منذ اكثر من 70 عام في المملكة، والتي كانت في السابق تعمل على الاستثمار في المعادن ذات الثقل المادي مثل الذهب والحديد والنحاس، إلا انه ومع تقدم العلوم والتنمية العمرانية في الدول برزت أهمية الصخور الصناعية التي تدخل في الإنشاءات المتعلقة بصناعات البناء.

واضاف قائلا: تكمن أهمية هذا الملتقى بالنسبة لإمارة الفجيرة لما تحويه هذه الإمارة من خامات مثل ( صخور الجابرو ) وبنية تحتية تسمح بنشاط رائج انعكس في قيام صناعات تعدينية وصخرية مهمة وناجحة مثل صناعات المحاجر والاسمنت و منتجات مواد البناء والصوف الصخري تدعم التنمية العمرانية, مشيرا إلى ان هذه الانشطة لها وزن عالي في الاقتصاد الوطني إذا ما استثمرت بطريقة سلمية متوافقة مع القوانين والسياسات البيئة.
وأضاف أن فكرة الملتقى الرابع حول تباحث الاستثمار في الموارد الطبيعية بطرق حديثة ومستدامة هو النافذة الكبرى على الفضاء الاقتصادي والطريق الامثل للمساهمة في بناء اقتصاد أسرع نمواً وأكثر تنوعاً وقدرة على دفع مسيرة التنمية المستدامة. فالملتقى منصة لتبادل الخبرات وتحسين مناخ الاستثمار التعديني بابتكار إجراءات وضوابط ولوائح منظمة لإقامة المشروعات التعدينية.
كما ابدى إعجابه بتجربة الفجيرة في تنظيم الملتقى على مستوى عالي، والحضور الحافل من أكثر من 24 دولة عربية وأجنبية حظيت بمناقشات هامة ومفيدة.
وتطرقت فاطمة الحكماني مدير ادارة الطاقة في الامانة العامة لمجلس التعاون إلى القانون الموحد لقطاع التعدين لدول مجلس التعاون، والذي سيعمل على توحيد الإجراءات للمستثمرين على مستوى واحد بين كافة دول مجلس التعاون مما سيساهم في خدمة المستثمر.

وتجلت مشاركة المملكة الهاشمية في طرح فرص الإستثمار في قطاع الثروات المعدنية في المملكة الأردنية الهاشمية. كما ناقشت فرص الاستثمار المتاحة في مجال الصناعات التعدينية التحويلية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وشهد اليوم الأول والثاني من الملتقى عقد 24 ورشة عمل وجلسة نقاشية قدمتها الهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة من الدول العربية والأجنبية والتي يتم من خلالها الاطلاع على أفضل التجارب والفرص الإستثمارية في قطاع التعدين بالدول العربية بالإستناد إلى التجارب الناجحة.
وجاءت مشاركة دولة الإمارات في جلسات الملتقى في ورقات عمل ركزت على المنظومة الشاملة للإقتصاد الاخضر والتنمية المستدامة، واستدامة مواد البناء، كما طرحت ورقة تناقش تقيم الحجر الجيري بدولة الإمارات لانتاج الجير، واخرى تناقش الحركات التكتونية بالفجيرة وتأثيرها على الصخور الصناعية، فضلا عن استخدام ” نظم المعلومات الجغرافية” كأداة للحصول على دعم المعادن والاستكشاف.
وتحدث المسؤوليون من ليبيا عن العمارة الخضراء ” الطوب الرملي الخفيف” والخامات الليبية بين واقع الأستدامة والأبتكار. فضلا عن تفعيل التنمية المستدامة في الجزائر من خلال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وقال المهندس علي قاسم مدير عام مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية: يشارك في معرض الصخور الصناعية والتعدين أكثر من 300 خبيراً ومختصاً في مجال التعدين والثروات المعدنية من مختلف أنحاء الدولة والعالم العربي واستراليا والمملكة المتحدة. واستقطب المعرض خلال اليومين السابقين العديد من أصحاب الأعمال في الفجيرة والدولة بهدف الاطلاع على ما يتم عرضه من الصخور الصناعية والمواد البيئية المستحدثة الداخلة في البناء والإنشاءات المختلفة، فضلا عن رغبتهم بالتعرف على التجارب الأخرى المشاركة من الخارج.
واضاف أن المؤسسة تسعى إلى تحويل قطاع الاستثمار بالمحاجر بالإمارة من أعمال تكسير وتصدير إلى صناعة محلية للمنتج النهائي، كصناعة الورق والزجاج والخام والمواد التي تدخل في الإنشاءات العمرانية، للاستفادة منها محلياً ودوليا عبر تصدير منتج يحمل اسم الفجيرة.

وأكد في هذا الجانب أهمية استغلال كل الفرص المتاحة للاستثمار الأمثل للصخور الصناعية ومواد الإنشاءات، والتأكيد على سبل الإستدامة في الموارد الطبيعية التي من شأنها أن تحافظ على البيئة وتحميها من أي آثار سلبية مصاحبة لعملية الإنتاج التعديني والصناعي. وتناولت الجلسات أرقام والإحصاءات الخاصة بالمعادن في العالم العربي مقارنة بدول العالم.

فيما تعددت المحاور التي تم تناولها في الملتقى وكان أبرزها ورقة من مصر حول دوائر التفجير الاكثر حداثة نموذج من هونج كونج. ومن المملكة المتحدة ورقة بعنوان البيانات الرقمية والجيولوجية ثلاثية الابعاد في منتاول يدك. واخرى من السودان حول خرسانة الجيوبوليمر كبديل جديد في صناعة البناء والتشييد، بالإضافة إلى وسائل تقليل الأثر البيئي لصناعة الاسمنت باستخدام المواد البوزولانية.

استحدثت مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية في الملتقى الرابع للصخور جناح خاص بالقراءة دعماً لمبادرة رئيس الدولة في اعتبار عام 2016 عاماً للقراءة، تحت شعار ” واحة السعادة للقراءة” التي اخذت حيزا كبيرا من المعرض المصاحب للملتقى بمشاركة عدد من الجهات الثقافية والمؤسسات التعليمية والجامعات عبر اجنحة مخصصة للكتب الجيولوجية والجغرافية والكتب العامة. فضلا عن مشاركة خاصة من هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة عن اهم وابرز الموارد الطبيعية التي تزخر بها المنطقة الشرقية من نباتات وحيوانات تدخل في قائمة الموارد الطبيعية للدولة. كما تضمنت واحة السعادة على ركن للحياة البرية واخر استراحة للقراءة. فضلا عن البيت المضيء الذي خصص للأطفال ولزوار المعرض من طلاب المدارس من مختلف المراحل الدراسية يستعرض البيئات المليئة بتقنية ضوئية حديثة.
وفي ختام اليوم الثاني تمنى سعادة المهندس علي قاسم للجميع مزيداً من الأفكار الإبداعية الواعده التي تستهدف التنمية الشاملة ضمن الإطار الإستراتيجي المتمثل في الحفاظ على البيئة الصديقة للمجتمع والمؤهلة لعديد من الإنجازات على المستوى الصناعي و الإنشائي. كما تقدم بالشكر الجزيل لكل المتقدمين بأوراق العمل متمنين لهم مزيداً من التوفيق والسداد وإقامة سعيدة في بلدكم الثاني.