الفجيرة نيوز- قام معالي الدكتور ثاني أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، بزيارة ميدانية اليوم إلى إمارة الفجيرة ، حيث التقى بالصيادين والمزارعين بالساحل الشرقي في إطار جولاته التفقدية للقطاعات البيئية في الدولة.
وبدأت جولة معاليه بلقاء المزارعين الذين تواجدوا في قاعة البستان في الفجيرة، حيث أكد الدكتور ثاني الزيودي على دور وزارته في دعم القطاع الزراعي بوصفه الذراع الداعم لمسيرة التنمية الاقتصادية التي تسير عليها الوزارة، في توجهها نحو تحقيق التنمية المستدامة لتعزيز الأمن الغذائي للأجيال الحالية والقادمة، مشددا على أهمية الثروة السمكية ومهنة الصيد في الدولة ، كإحدى المهن العريقة التي احترفها صيادو المنطقة منذ القدم.
وأعرب عن سعادته بلقاء المزارعين والصيادين اليوم بقاعة البستان في الفجيرة ، والتعرف عن كثب على مشاكلهم واحتياجاتهم وتطلعاتهم، مؤكدا حرص الوزارة على دعم القطاعات الزراعية والحيوانية والسمكية وإيجاد الحلول المناسبة لها، لافتا إلى أن ما طرح من هموم خلال اللقاء يشكل تحدى للوزارة التي لا تعرف المستحيل في استنباط الحلول التي تساهم في تطوير هذه القطاعات وازدهارها .
وكشف الزيودي عن تنسيق قائم ومستمر بين الوزارة وحرس السواحل لمنع حدوث مسببات التلوث النفطي داخل مياه البحر في الساحل الشرقي ،خاصة أن المنطقة تحظى بحضور سياحي لافت .
وأكد أن الوزارة لم ترصد أي علامات للمد الأحمر في الدولة حتى هذه اللحظة، وبيًن أن عدد المزارع القائمة في الساحل الشرقي تصل إلى 6600 مزرعة وان الوزارة حريصة على التواصل مع أصحابها الكترونيا من خلال الرسائل النصية، وان الوزارة تعمل بجد لتطوير خدماتها الالكترونية كافة .
في معرض رده على شكاوي المزارعين قال الوزير : مشكلة المياه كبيرة وسنعمل بجد لحلها ، وان مقترح إنشاء محطات تحليه المياه لري المزارع مكلف جدا طبقا لدراسة تم إعدادها في وقت سابق ، وتم رفعها إلى ديوان شؤون الرئاسة وتبين من خلال تحليلها ارتفاع كلفتها المادية، ومع ذلك ندرس حاليا حلول جديدة لحل مشكلة المياه ، إلي جانب إشراك القطاع الخاص في حل مشاكل الأسمدة والمبيدات للمزارعين، ومراجعة عمل الشركات الناشطة حاليا في مجال الأسمدة ، وسنعمل على تدريب المزارعين على الكيفية المثلى لمكافحة السوسة والآفات الأخرى ، كما سيتم التنسيق مع البلديات والمزارعين لاختيار مواقع السدود المقترحة، ضمن خطط الوزارة لإنشاء 80 سداً جديداً في إمارات الدولة بالتعاون مع لجنة تنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة ، ونناشد المزارعين بأهمية عدم رمي المخلفات خارج العزب لحماية السدود القائمة حاليا من الأوساخ ،كما سنعمل على تنظيف السدود بشكل مستمر وإزالة الطبقة الطينية من القاع في مواسم الإمطار.
ولفت إلى استعداد الوزارة المساهمة في إنشاء جمعيات للمزارعين خلال الفترة المقبلة، للوقوف عن قرب إلى متطلبات واحتياجات المزارعين، أسوة بجمعية المزارعين في إمارة رأس الخيمة ، مؤكدا أن تسويق المنتجات الزراعية المحلية من أهم أولويات الوزارة خلال الفترة المقبلة من خلال فتح المجال أمام القطاع الخاص لإيجاد الحلول المناسبة له، ووعد المزارعين بإيجاد حلول لمشكلة ضعف تسويق التمور والمحاصيل الزراعية في الساحل الشرقي.
وتحدث عن الوضع السيئ لمحطة دبا الفجيرة للأبحاث ، مؤكدا وجود تنسيق بين الوزارة والأجهزة المختصة في الإمارة لحل كافة المشكلات في المحطة، مشيرا أيضا إلى اهتمام الوزارة بتنمية قطاع عسل النحل وتوفير كل سبل الدعم الممكنة له .
وفي لقائه بالصيادين كشف الوزير عن وجود خطة قريبا لتشكيل لجنة استشارية للوزير من الصيادين المتمرسين في المهنة لاستشارتهم والوقوف على أرائهم في كافة الأمور المتعلقة بمهنة الصيد ،إلى جانب الاستفادة من خبراتهم في تنمية وإكثار المخزون السمكي ، مؤكدا عزم الوزارة على إعادة النظر في بعض القرارات الخاصة بتنظيم الصيد مثل صيد الضغوة والرخص وبطاقات العمال كما وعد بإعادة النظر في صرف المحركات والمكائن البحرية ،بما يمكن الصيادين من ممارسة المهنة .
وكان وزير التغير المناخي والبيئة قد ابتدر جولته بلقاء مفتوح مع المزارعين في المدن والمناطق بالساحل الشرقي في قاعة البستان بالفجيرة ، حيث اجمعوا في حديثهم خلال اللقاء على أن القطاع الزراعي في انحدار ، بسبب مشكلة ندرة المياه والملوحة ، وقلة دعم المزارعين ومحدودية المختبرات وتراجع كفاءة مراكز الأبحاث، فضلا عن مشاكل سوسة النخيل والدبس وطرق مكافحتها ، وغياب أعمال الوقاية والإرشاد الزراعي، مشددين على أهمية تدريب المزارعين على أعمال مكافحة الآفات الزراعية بلقاء شهري، إلي جانب أهمية فحص المزارع والتعرف إلي نوع الأسمدة والأدوية المستخدمة في مكافحة الآفات الزراعية .
كما طالبوا بزيادة الأطباء البيطريين ، وإنشاء مختبر خاص بالمنطقة الشرقية لزيادة الاهتمام بقطاع الثروة الحيوانية ، فضلا عن المساواة في الدعم للمزارعين بين جميع إمارات الدولة ، وأشار بعضهم إلى أن مشكلة الوزارة تكمن في الاستغناء عن الكفاءات، وناشدوا بضرورة دعم المزارعين بمكائن لتحليه المياه على أن يتحمل المزارع جزءا من تكلفتها ، وأهمية إنشاء سدود جديدة وإشراكهم في اختيار مواقع السدود، وإنشاء جمعية للمزارعين بالمنطقة الشرقية تهتم بقضاياهم ، مثل مشكلة تسويق التمور ، والعمل على وقف تأثيرات عمل الكسارات والمحاجر على نشاط القطاع الزراعي، وأشاروا إلي أن مشاكل القطاع الزراعي دفعت المزارعين إلى هجر مزارعهم وتحويلها إلى استراحات نسبة لغياب الدعم الحكومي، وطالبوا بمراقبة الحدود لحماية المنتج الزراعي المحلي، والاهتمام بالنباتات كما طالبوا بتفعيل الخدمات الالكترونية في الوزارة لتسهيل التواصل مع المزارعين .
بدورهم أكد الصيادون بالمنطقة الشرقية خلال لقائهم الوزير على أهمية دراسة الوزارة لمشكلة النقص الحاد في الثروة السمكية ، ومراجعة قرارات الوزارة الخاصة بمنع صيد بعض أنواع الأسماك والقرارات الخاصة بتوقيت الصيد، وحل مشاكل دعم الصيادين بمحركات القوارب على أن تكون المحركات أكثر من 200 حصان ، وإشراك جمعيات الصيادين في قرارات الوزارة الخاصة بعملية تنظيم الصيد ، وتوحيد الرخص الثلاث للصيادين في رخصة واحدة ، وحل مشكلة بطاقات العمال .
واختتم الوزير جولته بزيارة عدد من جمعيات الصيادين في المنطقة، حيث اطلع على سير عملية الصيد في الدولة.