محمد الحمادي
ونحن نراقب ونتابع بطولات جنودنا البواسل في اليمن ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، نتذكر بطولات جنودنا قبل خمسة وعشرين عاماً في الكويت ضمن التحالف الدولي لتحرير الكويت من احتلال قوات صدام حسين، ومن يذكر تلك الحرب يتذكر حجم التضحيات والبطولات التي قدمها أفراد قواتنا المسلحة الذين كانوا في الصفوف الأولى في تلك المعارك، وتكريم وزارة الدولة لشؤون الدفاع لأولئك الجنود بالأمس، جاء في وقته فدولة الكويت الشقيقة التي تحتفل حكومة وشعباً بأعياد التحرير هذه الأيام تتذكر بطولات القوات السعودية، والإماراتية والخليجية والعربية التي شاركت في تلك المعارك وأعادت الحكومة الشرعية إلى مقرها. وأعادت الكويت الحبيبة إلى أهلها، فقبل ربع قرن عندما استنفدت دول الخليج ودول العالم كل الحلول والمساعي السلمية والدبلوماسية والسياسية لإنهاء احتلال العراق للكويت، جاء قرار الحرب واجتمعت الجيوش والأساطيل من أجل طرد المحتل، وإعادة النظام والقانون إلى هذا الجزء من العالم، فلم يكن من المقبول أن يتم احتلال دولة مستقلة ذات سيادة بتلك الطريقة التي قام بها نظام صدام حسين، لذا تحرك العالم وحرر الكويت في ستة أشهر.
وما أشبه الليلة بالبارحة، فما تقوم به قوات التحالف العربي في اليمن هو جهد من أجل إعادة الشرعية إلى اليمن، وطرد الانقلابيين والعابثين إلى حيث أتوا، وإيقاف التدخّل الخارجي في اليمن، وتختلف معارك اليمن في شيء مهم عن حرب تحرير الكويت وهو أن تلك الحرب كانت مواجهة واضحة وصريحة بين جيشين نظاميين، جيش التحالف وجيش صدام حسين، أما الحرب في اليمن فهي معارك بين جيش نظامي ، ويتمثل في قوات التحالف العربي ومليشيات وعصابات تقاتل هنا وهناك وتبدل ولاءاتها وتغير مبادئها ولا تواجه جنود التحالف، وإنما تضرب من الخلف وتلوذ بالفرار.
في اليمن أصبحت جرائم الانقلابيين في حق الشعب اليمني لا حصر لها، فالحوثيون وقوات صالح ارتكبوا من الفظاعات ما لم يتوقعه أبناء اليمن، وهو ما يحتم على الحكومة الشرعية وقوى المجتمع المدني العمل بشكل كبير ومركز ومستمر على رصد تلك الجرائم وتقديمها للمحافل الدولية، وقبل ذلك تقديمها وعرضها على الإعلام المحلي والدولي ليتم كشف جرائم الانقلابيين في حق أبناء وطنهم وفي حق الإنسانية وفي حق الطفولة التي لم تسلم من انتهاكاتهم واستغلالهم وجرائمهم التي يعاقب عليها القانون.
نحن مؤمنون بأن تضحيات جنودنا البواسل لن تذهب سدى في اليمن، كما لم تذهب سدى من قبل في الكويت، وإن فقدنا عدداً من الشهداء فإننا بأجسادهم ودمائهم حافظنا على منطقتنا من العبث والخراب وأوقفنا أطماع جار ضرب بكل الأعراف والمواثيق الدولية بل وبأبسط حقوق الجار عرض الحائط، ونحن مؤمنون بأن النصر آت، فكما تحررت الكويت من احتلال غاشم سيتحرر اليمن من انقلاب آثم، وتدخل سافر وسيفرح اليمنيون بالنصر وبعودة الشرعية إلى وطنهم وهذا النصر ليس ببعيد.
الاتحاد