فضيلة المعيني
لم تكن مناورات رعد الشمال، التي ضمت 20 دولة خليجية وعربية شقيقة، وأخرى صديقة، تدريبات عسكرية كسائر التدريبات التي تشهدها المنطقة وغيرها من مناطق العالم، كانت مشاركة ذات أهداف وغايات سياسية وعسكرية، تحققت على أرض الواقع، ورسائل قوية، وصلت إلى من كان معنياً بها وآخرين كذلك.
مناورات ترجمت فعلياً لواقع ما تحالفت عليه الدول العربية والإسلامية، في وقفتها مع المملكة العربية السعودية، وتعلن لشعوب المنطقة، مؤازرتها لها، وهي تحقق نجاحاً عز نظيره، ليس في المنطقة، بل على مستوى العالم، لتصبح رعد الشمال، رعداً وبرقاً، تطلق الصواعق وتزلزل الأرض تحت أقدام المعتدي، وتنزل غيثاً على المنطقة وأهلها.
رعد الشمال، رد على من ظن الظنون، ودليل على توحد الرؤية والقلوب واتفاقها على أن الخطر كذلك واحد، وإن تعددت اتجاهاته ومصادره، جميع الدول المشاركة، استشعرت الخطر، فأجمعت على الرؤية والهدف، وبالتالي، التنسيق والانطلاق من الاستراتيجية ذاتها نحو القضاء عليه قبل أن يستفحل.
رسالة أكدت أن المملكة العربية السعودية وشقيقاتها دول مجلس التعاون، ليست وحدها في مواجهة المخاطر، ومتى استدعت الحاجة، فالجميع حاضر لتلبية نداء الواجب، والوقوف بجانبها والمشاركة ذوداً عنها.
رعد الشمال، استعرضت قوة واستعداد القوات المشاركة، وأعلنت قدرتها الفائقة على المواجهة والقتال والتفوق على قوى الشر التي تكالبت على المنطقة هنا وهناك، وهي تسعى نحو الخراب والدماء والسيطرة على الدول ومقدرات شعوبها.
واقع الحال في منطقة مستعرة، لم تعد تجدي معه النوايا الحسنة، وانتظار الخطر حتى يدق على الأبواب، بل لا بد من مواجهته والتصدي له، بل وضربه بيد من نار وأخرى من حديد، حفاظاً على الأمن والاستقرار والمكتسبات.
شواهد ما تتناقله الصور عن أوضاع شعوب تقاعست في الحفاظ على أمنها، تعاني اليوم المر كله على حدود العالم في الشرق والغرب، وتؤكد الرؤية الحكيمة والرشيدة لقيادات المنطقة التي تستشرف غدها، وتبصر ما لا يراه الآخرون.
-البيان