ناصر الظاهري

كل الأشياء جميلة فقط في وقتها، مثلها مثل الثمار والأزهار، مثل الليل والنهار، بحيث لا تختلط الأشياء، ولا تلتبس الأمور، لنقدر أن نفرق بين ثمر الشتاء، وزرع الصيف:

– الشجاعة جميلة في وقتها، وحين تدرك أنها تفيد، وتنقذ نفسك والآخرين بأقل الأضرار.

– الحلم جميل في وقته، ولكن بشرط أن لا يتمادى الجاهل عليك، ويحرجك حتى يخرجك من رجاحة عقلك.

– الخير جميل في وقته، ولكن مع الذين يعرفون ويقدّرون ولا يخونون ولا يتشبهون بالمستجيرة أم عامر.

– العزة جميلة في وقتها، لكن أن لا تأخذ المرء حد الإثم والأذى.

– الضحك جميل في وقته، لكن أن لا يتمادى فيه الإنسان حتى يميت القلب والهيبة والرجولة.

– الصبر جميل في وقته، لكن بشرط أن لا يشرخ النفس الكريمة والرضية.

– الطيبة جميلة في وقتها، لكن على المرء أن لا يجعلها توحي للآخرين أنها مصدر ضعفه وهوانه.

– الصراحة جميلة في وقتها، غير أن المرء عليه أن يظهرها من قلب بريء، وبلغة متواضعة، ولا يسمعها ثالث الاثنين، إلا همساً بين الناصح والمنصوح.

– الكرم جميل في وقته، لكن على المرء أن لا يقرب بقرة البيت التي تطعم كل البيت.

– الهمام والمقدام والجسور، صفات كلها في المرء جميلة، لكن في وقتها، بحيث لا يحرق الإنسان كل سفنه، ويقول لا مفر لي من الماء إلا الماء.

– التواضع جميل في وقته، لكن ليس كحد أن تعتلي كتفك الضباع والثعالب.

– السماحة جميلة في وقتها، لكن لأهل الفضل والسماح ومن يشبهون.

– الرضا جميل في وقته، ولكن ليس كحد تدلي العنق، ومشاركة دواب الأرض أُكلها.

– السعادة جميلة في وقتها، شرط أن تأتيك من خير وفعل خير، لا غاصب إنسان، ولا طمع بإنسان، تدخل مثل ريح طيبها المسك، لتستقر في النفس وتضيئها.

– الحنان جميل في وقته، بشرط أن لا نطعم أولادنا سكراً كل الوقت، فتتساقط أسنانهم في أول عمرهم.

– الحزم جميل في وقته، بحيث ندرك أن هناك أموراً في الحياة ينبغي الالتفات إليها على الدوام، كالنساء وأقفال الأبواب، وكل ما ينبغي أن يرفع رأسك أو يمكن أن يدنس حرمك أو يمكن أن يخنع رقبتك.

– الخلوة جميلة في وقتها إن كانت لتعبد، وتنسك، وتطهير النفس، أو كانت لاكتمال منجز يفرح النفس، ولا يغفل سعادة الآخرين.
– الاتحاد