اعتزاز وامتنان، وفخر من قيادة رشيدة تقدمت بشعبها نحو الرفعة والعلو.. فكل أمهات الإمارات قصص يجب أن تدون في تاريخ الإمارات، ونماذج عظيمة تسرد للأجيال القادمة وقدوة حسنة في مسيرة الحب والوفاء لتراب الوطن، وهو تؤكد عليه القيادة الرشيدة مثمنة أدوارهن حتى أصبحن مثالاً يحتذى، فقد ربين أبناءهن على حب الوطن والاستعداد للتضحية من اجل البلاد.
هذه المعاني أكد عليها عدد من أمهات جنودنا وشهدائنا حيث أوضحن لـ «البيان» أن دفع الأبناء لخدمة الوطن واجب على الأمهات لا يتم إلا بتربيتهم ذكوراً وإناثاً التربية السليمة وزرع حب الوطن والتضحية من أجله في نفوسهم.
وقالت مريم المرزوقي والدة أحد المجندين في الخدمة الوطنية إن ابنها وعمره 23 عاما يؤدي حاليا الخدمة الوطنية في الدفعة الخامسة وبعد الانتهاء من أدائها سيلتحق للعمل في القوات المسلحة وأنها تدعمه وتؤيده في هذه الخطوات من أجل خدمة الوطن والدفاع عنه في أي موقع، تلبية لنداء القيادة، مشيرة إلى أنها ربت أبناءها على حب الوطن وأننا لا يمكن أن نبخل عن الوطن الغالي بأبنائنا أو أنفسنا وأنها تدعم بقوة استكمال ابنها لمشواره في صفوف القوات.
وأضافت أن اللفتة الكريمة بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى المواطنة آمنة المراشدة وسام فخر واعتزاز على صدور جميع أمهات الوطن عامة وأمهات أبناء قواتنا المسلحة والشهداء خاصة لأنها زيارة تعبر عن مكانة الأم في المجتمع ودورها البطولي وتضحياتها من أجل إعداد وتهيئة أبنائهم ليكونوا جنودا للدفاع عن الوطن، حيث رفعت هذه الزيارة من روحهم المعنوية.
واعتبرت حصة سعيد إسماعيل الحمادي والدة شهيد المرفأ أحمد الحمادي أن دفع الأبناء لخدمة الوطن واجب على الأمهات، مشيرة إلى أن بنات الإمارات أصبحن يتقدمن الصفوف لخدمة الوطن من خلال التسجيل في الخدمة الوطنية أو الالتحاق للعمل في القوات المسلحة وهذا ليس جديداً على أبناء دولة شعارها «البيت متوحد».
وأضافت أن لديها 3 أبناء منتسبين في القوات المسلحة، أكبرهم أحمد الذي استشهد في شهر نوفمبر الماضي، وكان من أحد الرجالات الذين شاركوا في عملية إعادة الأمل باليمن.. مشيرة: أن شقيقي الشهيد مستعدان لتقديم كل التضحيات لخدمة الوطن الحبيب وإن تطلب الأمر الاستشهاد في سبيله.
وأضحت أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للوالدة آمنة المراشدة أثلجت صدور جميع الأمهات في الوطن وهي مثال لتقدير القيادة لتضحياتهن من أجل إعداد الأبناء الإعداد السليم.
وأعربت هدى محمد والدة الشهيد محمد الحوسني الذي ارتقى في عملية إعادة الأمل في اليمن الشقيق عن سعادتها بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، للمواطنة آمنة المراشدة، وتعبير سموه عن إعجابه وتقديره لدورها في تربية أبنائها، وتشجيعهم على الانتساب والالتحاق بالقوات المسلحة، مشيرة إلى أن هذه الزيارة لم تكن لآمنة بمفردها بل كانت لجميع الأمهات.
وأضافت: الله يطيل في عمر «أبو خالد» الإنسان وصاحب المواقف الرائعة، وقد جاءت زيارة سموه مع اقتراب عيد الأم ليزيد من سعادة وفرحة جميع أمهات الوطن، ويؤكد أن الوطن لن ينسى دورهم وتضحياتهم، ويعلي من شأنهم في المجتمع، لأن ما يقومون به سيظل محل فخر واعتزاز الوطن وأبنائه، مشيرة إلى أن لديها شقيقين آخرين للشهيد محمد، «عبد الله وعدنان الحوسني»، يؤديان الخدمة الوطنية في الدفعة الخامسة التي التحقت يناير الماضي، وهما فخوران بدورهما وعلى استعداد للتضحية والفداء في سبيل الوطن الغالي.
من جانبها؛ قالت أم محمد المري إنها أم لجندي مرابط على خط النار والتي تعتريها مشاعر الفخر والاعتزاز بوجوده في صفوف الذين يدافعون عن الشرعية في اليمن الشقيق.
وقالت: لا شك أن قلب كل أم معلق بأبنائها مهما بلغ بهم العمر وهذه طبيعة في الأمهات ولكن في مثل هذه الظروف وما نعانيه نحن الأمهات والزوجات والأبناء من شعور بالفقد والترقب والدعاء والفخر، لا بد أن تدرك كل أم أن ابنها في ميدان البطولة والشرف مرابط من أجل وطنه فإن عاد إليها فإنه أدى ما عليه من واجب بتلبية النداء، وإن استشهد ففخر واعتزاز لنا جميعاً، مؤكدة أن غايتها في تربيتها كأم البر والنصر والشهادة من أجل الوطن، حيث إن تقديم أبنائنا لتأدية واجبهم للوطن، هي أقل ما نقدمه له ولقيادتنا التي تسعى دائما وأبدا لتوفير كل سبل الراحة والأمان لأبناء شعب الإمارات وأجيالنا القادمة.
وتحدثت المواطنة فاطمة إسحاق أحمد الشحي والدة الشهيد علي حسن الشحي قائلة: «بالرغم من فقدنا لعلي، لكن في الوقت ذاته نهنئ أنفسنا بأن ولدنا استشهد وهو يؤدي واجبه دفاعاً عن أرض الوطن وحماية قيادته وشعبه، ودائما ما أدعو أثناء سماعي الأخبار باستشهاد أي جندي بأن يرد جميع أبنائنا سالمين إلى أهليهم ووطنهم فقد مثلوا الإمارات خير تمثيل في تأدية واجبهم كاملا دون خوف أو قلق، وكانوا بمثابة السراج الذي ينير طريقنا نحو المستقبل، وإن كان فقدنا لأبنائنا يؤلمنا، إلا أن التضحيات من أجل الوطن تساوي تلك الدماء الطاهرة، فقد عاش أجدادنا وآباؤنا في تحديات مع الوقت ومرارة العيش، وتضحياتهم ما زالت عامرة تروي حياتنا بالأمن والأمان، ولن نرضى إلا بالعيش على التضحية باستمرارها، والحمد لله أن شرفنا بولاة أمر يهتمون بنا وخاصة متابعتهم لنا». سائلة العلي القدير أن يغفر لجميع شهدائنا ويحمي وطننا، وأن يحفظ ولاة أمرنا وينصرهم على من يعاديهم.
وقالت مريم الشحي رئيسة مفوضية كشافة رأس الخيمة إن المسؤولية كبيرة على كل الأمهات، إذ يعتبرن مجاهدات في بيوتهن في ظل الأوضاع الراهنة على جميع دول الخليج وليس الإمارات فقط.
مشيرة إلى أن دور الأمهات في البيوت لا يقل أبدا عن دور الجنود المرابطين في الجبهات، إذ يجب عليهن توعية الأبناء والبنات بأهمية ما يقوم بِه آباؤهم من واجب الدفاع عن الوطن من أجل إعلاء كلمة الحق.
وأوضحت أن نعمة الأمن والأمان التي نعيشها وننام ملء الجفون ونصحو ونتسوق ونعيش حياتنا اليومية ونحن آمنون هي بفضل الله، ثم بفضل هؤلاء الجنود البواسل ودماء الشهداء، وكل جندي يؤدي واجبه كاملا تجاه مكتسبات الوطن والذود عن حماه.
– البيان